[ 5 ] والشهوية، والاجابة للملتمس الميول النفسانية وتقوية الملكات السبعية يمنع منازعه في هواه ويدفع مزاحمه في مناه فهي الدنيا المبغوضة الملعونة والمشتغلون بها هم اهل الدنيا، وقد صارت هي اكبر همهم ومبلغ علمهم ونعوذ بالله من ذلك. واما ما اردنا ايراده من الاخبار فها اليك نبذا منها تتعلق بفضل نفس العلم وفضيلة التعلم والتعليم، ونبذا مما يتعلق بشرف طالبيه وحامليه وكرامتهم عند الله. فمن الاول: ما ورد من انه: " لا كنز انفع من العلم ". وان: " من سلك طريقا يطلب به علما سلك الله به طريقا إلى الجنة ". وان تعلم العلم حسنة ومدارسته تسبيح والبحث عنه جهاد وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة وبذله لاهله قربة، لانه معالم الحلال والحرام وسالك بطالبه سبيل الجنة، وهو انيس في الوحشة وصاحب في الوحدة وسلاح على الاعداء وزين الاخلاء ; يرفع الله به اقواما يجعلهم في الخير ائمة يقتدى بهم، ترمق اعمالهم وتقتبس آثارهم وترغب الملائكة في خلتهم، يمسحونهم باجنحتهم في صلوتهم، لان العلم حياة القلوب ونور الابصار من العمى وقوة الابدان من الضعف، وينزل الله حامله منازل الابرار ويمنحه مجالسة الاخيار في الدنيا والاخرة، بالعلم يطاع الله ويعبد وبالعلم يعرف الله ويوحد وبالعلم توصل الارحام وبه يعرف الحلال من الحرام، والعلم امام العقل والعقل تابعه يلهمه السعداء ويحرمه الاشقياء. وان فضل العلم احب إلى الله من فضل العبادة. وان كمال المؤمن في ثلث خصال اولها تفقهه في دينه. وانه يلزم لكل ذى حجى استماع العلم وحفظه ونشره عند اهله والعمل به. وان العلم ضالة المؤمن. وانه وراثة كريمة. وان طلب العلم فريضة على كل مسلم في كل حال، فاطلبوا العلم من مظانه واقتبسوه من اهله. وانه السبب بينكم وبين الله تعالى. وان طلب العلم فريضة من فرائض الله. ________________________________________