[ 34 ] وبيانه ان الشيخ ابا علي رحمه الله قال في أول تفسيره: التفسير معناه كشف المراد عن اللفظ المشكل، والتأويل رد أحد المحتملين الى ما يطابق الاخر، وقيل: التفسير كشف المغطى، والتأويل انتهاء الشئ ومصيره وما يؤل إليه أمره، وهما قريبان من الاولين فالمعنى من فسر وبين وجزم وقطع بأن المراد من اللفظ المشكل مثل المجمل والمتشابه كذا بان يحمل المشترك اللفظي مثلا على احد المعاني من غير مرجح وهو اما دليل نقلي - كالخبر المنصوص أو آية اخرى كذلك أو ظاهر أو اجماع، أو عقلي، أو المعنى المراد به أحد معانيه بخصوصه بدليل غير الدليل المذكور على فرد معين فقد أخطأ، وبالجملة المراد من التفسير الممنوع برأية بغير نص هو القطع بالمراد من اللفظ الذي غير ظاهر فيه من غير دليل بل بمجرد رأيه وميله واستحسان عقله من غير شاهد معتبر شرعا كما يوجد في كلام المبتدعين وهو ظاهر لمن تتبع كلامهم والمنع منه ظاهر عقلا والنقل كاشف عنه، وهذا المعنى غير بعيد عن الاخبار المذكورة بل ظاهرها ذلك " انتهى كلامه. وقال بعض الفضلاء (1) ان كلام هذا الفاضل الصالح نور الله مرقده ناطق بغفلته عن الاحاديث الواردة عن أهل الذكر عليهم السلام المتعلقة باصول الفقه والمتعلقة بما يجب على الناس بعد موته صلى الله عليه وآله والمتعلقة بكتاب الله والمتعلقة بكلام رسول - الله (ص) أو عدم امعان النظر فيها أو دخول شبهة عليه أوجبت طرح تلك الاحاديث أو تأويلها بزعمه وينبغي ان يحمل فعله على أحسن الوجوه التي ذكرناها لانه كان من عظماء المحققين (2) قدس الله ارواحم وتلك الاحاديث الواردة (3) مع تواترها معنى صريحة في ان استنباط الاحكام النظرية من كتاب الله ومن السنة النبوية شغلهم صلوات الله وسلامه * (هامش) 1 - يريد به المحقق الجليل المولى محمد امين الاسترابادي قدس الله تربته الزكية والكلام بعينه مذكور في فوائده المدنية (ص 175 - 173) وقال في صدر كلامه: " وانا اقول اولا: كلام الفاضل الصالح نور الله مرقده ناطق بغفلته (الى آخر الكلام) ". 2 - في الفوائد: " المقدسين ". 3 - في الفوائد: " الشريفة ". (*) ________________________________________