[ 1 ] الأصول الأصيلة الفيض القاساني ________________________________________ كتاب الاصول الاصيلة للعالم الرباني المولى محمد محسن الفيض القاساني قدس سره عنى بطبعه ونشره وتصحيحه والتعليق عليه مير جلال الدين الحسيني الارموى المحدث ويلي الكتاب رسالة " الحق المبين في تحقيق كيفية التفقه في الدين " للمصنف (ره) 25 من المحرم الحرام 1390 = 13 فروردين 1349 سازمان چاپ دانشگاه ________________________________________ [ 2 ] فهرس اجمالي لكتاب الاصول الاصيلة: الاصل الاول - أنه ما قبض الله نبيه حتى أكمل دينه وأتم نعمته. الاصل الثاني - أنه لا يعلم علم الكتاب والسنة كله - الا من يعلم الناسخ من المنسوخ. الاصل الثالث - أن من تمسك في دينه بكتاب الله عز وجل وأهل بيت نبيه لن يضل قط. الاصل الرابع - أن اخبار الائمة المعصومين المضبوطة في كتب أئمة الحديث من أصحابنا ورواتها الناظرين فيها قائمة مقامهم - عليهم السلام - في زمان الغيبة الكبرى. الاصل الخامس - أنهم عليهم السلام أعطونا اصولا مطابقة للعقل الصحيح وأذنوا لنا ان نفرع عليها الصور الجزئية. الاصل السادس - أنهم عليهم السلام أعطونا اصولا عقلية برهانية في باب تعارض الاخبار. الاصل السابع - أن لله سبحانه في كل مسألة حكما معينا من أصابه فقد أصاب الحق، ومن أخطأه فقد أخطأ الحق. الاصل الثامن - أنه لا يجوز التعويل على الظن في الاعتقادات ولا الافتاء عليه في العمليات. الاصل التاسع - أنه يجب على كل مكلف ان يتفقه في الدين ويتعلم ما أنزل الله تعالى على نبيه سيد المرسلين (ص). الاصل العاشر - أنه يجب على كل مكلف طالب للحق والنجاة ان يتحرى الاهم في الدين فالاهم ويأخذ بالاقرب من اليقين فالاقرب، ولا يترك ما يعنيه الى ما لا يعنيه. ________________________________________ [ 3 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد فلما كان كتاب الاصول الاصيلة الذي الفه العالم الرباني المولى محمد محسن الفيض القاساني - قدس الله روحه ونور ضريحه - كتابا مفيدا وأثرا نافعا وكان السيد السند البارع الحاج السيد نصر الله التقوى - أحسن الله قراه وأكرم في الجنة مثواه - ممن يحب آثار ذلك العالم ويستفيد منها ويلتذ منها بمطالعتها ويجتهد في تحصيل المخطوط النادر منها، وكان قد عزم في أواخر عمره على ان يطبع وينشر بعضها لكن الاجل لم يمهله حتى يعمل بهذه النية فلذلك أقدم نجله الفاضل الجليل الخير الحاج السيد جمال الدين الاخوى - لا زال موفقا لطبع الكتب النافعة البهية ونشر الصحف المفيدة المطوية - على هذا الامر جريا على ما هو المعهود من سيرته الجارية وعادته المستمرة في تعظيم شعائر الدين وتشييد قواعد الشرع المبين بنشر نسخ من الكتب القيمة الزاهية واحياء آثار من الاسفار الدينية الباقية، فبذل نفقة طبع الكتاب حتى ينتفع به اولو الالباب ويكون ذخيرة لهما يوم يقوم الحساب. فليعلم ان هذا الكتاب من نفائس كتب ذلك العالم فلنشر الى ما يدل على ذلك. قال المصنف - أعلى الله درجته - في فهرس مصنفاته ما نصه: " ومنها - كتاب الاصول الاصيلة يشتمل على عشرة أصول مستفادة من الكتاب والسنة وأخبار أهل البيت عليهم السلام مبينة بالبيانات الصريحة ومؤيدة بشواهد العقول الصحيحة يتعرف منها كيفية استنباط المسائل الدينية والاحكام الشرعية أصولا وفروعا ________________________________________ [ 4 ] من مآخذها، ومنزلته من الكتب المصنفة في أصول الفقه منزلة علم اليقين من الكتب الكلامية، لا شبيه له في مصنفات القوم فيما أحسب، يقرب من ألفين وثمانمائة بيت، وقد صنف في سنة أربع وأربعين بعد الالف ". وقال في آخر المقدمة الاولى من مقدمات كتاب الوافي: " وقد أشبعنا الكلام في تحقيق هذه الكلمات وتشييدها بالايات والروايات في كتابنا الموسوم بسفينة النجاة وفي الاصول الاصيلة وغيرهما من المصنفات ". وقال أيضا في الوافي لكن في اواخر باب اختلاف الحديث والحكم (ص 54 - 53 من المجلدة الاولى من الطبعة الثانية): " والاخبار في هذا المعنى كثيرة وقد أوردنا شطرا منها في كتابنا المسمى بسفينة النجاة وفي كتابنا الموسوم بالاصول الاصيلة ". أقول: هذا الكتاب أكبر من سفينة النجاة وأكثر نفعا منه وأجمع للفوائد ويدل عليه ما ذكره في وصفه في فهرسه وهو قوله: " ومنها - كتاب سفينة النجاة في تحقيق أن مآخذ الاحكام الشرعية ليست الا محكمات الكتاب والسنة وأحاديث أهل العصمة سلام الله عليهم وأن الاجتهاد فيها والاخذ باتفاق الاراء ابتداع في الدين واختراع من المخالفين، وهو كتاب جيد العبارات حسن الاشارات يقرب من ألف وخمسمائة بيت، وقد صنف في سنة ثمان وخمسين بعد الالف ". وانت إذا تدبرت في هذه العبارة وفيما ذكره في تعريف الاصول الاصيلة ظهر لك صدق ما ادعيناه. ويشير إليه أيضا قوله (ره) في آخر الفصل التاسع من كتاب سفينة النجاة (ص 101 من النسخة المطبوعة): " الى غير ذلك من الاصول الكلية التي يتفرع عليها الجزئيات وقد ذكرنا طرفا منها في كتابنا الموسوم بالاصول الاصيلة فليطلبها من أرادها من هنالك مع تتمة للكلام وبسطة في ذلك ". ثم ليعلم ان هذا الكتاب كالخلاصة من فوائد المدنية للعالم الشهير المولى محمد امين ________________________________________ [ 5 ] الاسترابادي - قدس الله تربته - وأراد المصنف - أعلى الله درجته - في اول هذا الكتاب الحاضر بقوله (ص 1): " ثم ألفيت بعض فضلائهم مصرحا بأكثرها في جملة خيالات مخترعة وآراء مبتدعة عاليا صوته فيه بالنداء بل غاليا بكلامه في الاداء حتى كاد ان يخطئ الحق بالاعتداء ويفرط عن وسط الحق الى جانب الردى " اياه، وكذا أراده بقوله في آخر الفصل العاشر من كتاب سفينة النجاة (ص 111 من النسخة المطبوعة): " ومنهم من سبقنا الى ذلك مع دعاء ونداء الا أنى لم أجده بهذه الطريقة عاملا ولا أراه فيه كاملا كأنه لم يصر بعد من الاحرار ام يظن ان مخالفة الجمهور ومتاركة المشهور من العار ". أقول: حيث ان نسخة الفوائد المدنية مطبوعة منتشرة وهذا الكتاب الحاضر اعني الاصول الاصيلة ايضا طبع ونشر وجعل بين يدى الطالبين فلا حاجة الى الخوض في تحقيق ما ذكره المصنف (ره) في حق المولى محمد امين - اعلى الله درجته - فعلى من اراد المقايسة بين الكتابين فليراجعهما ويقض بنظره في ذلك الا ان المصنف (ره) لم ينصف لانه ان أراد بما ذكره في حق المولى محمد أمين (ره) انه قد خرج في بعض الموارد عن حد حسن التعبير في حق بعض العلماء - قدس أسرارهم جميعا - فهو حق وما كان ينبغي للمولى المذكور ان يرتكبه الا ان المصنف نفسه أيضا ارتكب مثله بل اشد مما ارتكبه الامين في كتابه في كتاب سفينة النجاة، (ولولا ذلك العيب فيه لجددت طبعه الواقع في سنة 1379 وجعلته ضميمة لهذا الكتاب الحاضر) وان اراد غير ذلك كما يظهر من كلامه المنقول عن سفينة النجاة من تحميله نظره اياه بأنه لم لم يعمل بمثل ما عمل هو به من مخالفة المشهور و متاركة الجمهور فهو ليس بشئ لانه أمر نظرى فماادى إليه نظره أخذ به وما لم يؤد إليه نظره مما لم يأخذ به فهو وظيفته الشرعية كما هو ظاهر لمن عمل بالانصاف وتجنب الاعتساف، وكيف كان، لا ينبغي لمثلى ان اخوض في مثل هذه المقامات فمن كان صالحا لمثل هذه الامور من أهل الحل والعقد والرد والقبول فعليه الخوض في ذلك، رحم الله معاشر علمائنا الماضين ________________________________________ [ 6 ] الغابرين، وأعلى درجاتهم عنده بحق محمد وآله الطاهرين. فائدة وممن نقل عن هذا الكتاب الحاج محمد كريم خان الكرماني فانه نقل في كتابه فصل الخطاب أحاديث كثيرة من هذا الكتاب (انظر ص 60 - 63) الا انه قد عبر عن اسم الكتاب بلفظ " الاصول الاصلية " كما ان الشيخ آقا بزرگ (ره) ايضا قد عبر عن هذا الكتاب بهذا الاسم في الذريعة الا أنه اشتباه والصحيح ما ذكرناه ويعلم ذلك من تعبير المصنف (ره) عن اسمه في اول كتابه فراجع هناك، وذلك انه (ره) قال " فهذه اصول اصيلة تبتنى عليها فروع جليلة " وأنت خبير بأن كلمة " جليلة " لا تكون سجعا الا لموازنها وهي " أصيلة " مضافا الى ما هو المصطلح المتعارف بين أهل العلم والادب من قولهم " أصل أصيل وركن ركين " ونظائرهما فالاصيلة على زنة فعيلة (بفتح الهمزة وكسر الصاد وفتح اللام والتاء في الاخر) لا على الاصلية (بياء النسبة وتاء التأنيث في آخر كلمة الاصل) كما توهمه الفاضلان المشار اليهما. بقى علينا شئ وهو أن المصنف - أعلى الله مقامه - قد صرح ضمن تعريفه لكتابه " الاصول الاصيلة " كما مر نقله انه (ره) فرغ من تصنيفه في السنة الرابعة والاربعين بعد الالف وهذا التأريخ لا يلائم ما ذكره في آخر الاصول الاصيلة وهو قوله: " تمت الاصول الاصيلة الكاملة واتفق لضعف تأريخ تصنيفه هذا الكلام " وذلك لان حاصل جمع أعداد حروف هذه الكلمات اثنان وثمانون والفان فيكون نصفه احدا واربعين والفا فبين الكلامين تخالف ومن ثم قال العالم الجليل الشيخ آقا بزرگ الطهراني - طاب ثراه - ضمن الكلام حول كتاب الاصول الاصيلة ما نصه (انظر من الذريعة ج 3، ص 178): " وقال في آخره: ان قولنا تمت الاصول الاصيلة الكاملة، موافق لضعف تأريخ التصنيف، يظهر منه ان فراغه كان سنة 1041 لكنه ذكر في فهرس تصانيفه ان فراغه كان سنة 1044 ". ________________________________________ [ 7 ] وهو كلام صحيح واعتراض متين. اقول: من أراد ترجمة المصنف (ره) أو أراد ان يلاحظ كلمات المفهرسين في حق هذا الكتاب أعنى " الاصول الاصيلة " فليراجع كتب التراجم والفهارس فان هذا المختصر لا يسع أكثر مما ذكرنا الا أنه ينبغي أن يشار هنا الى مطلب وهو أنى ترجمت هذا الكتاب ونقلته الى اللغة الفارسية وأضفت إليه فوائد جمة ومطالب مهمة حسبما اقتضاه المقام وانجر إليه الكلام، وكان ذلك قبل هذا الزمان بثلاثين سنة تقريبا، والرجاء أن يوفقنا الله لطبعه ونشره أيضا كما وفقنا لطبع أصله ونشره، والسلام على من اتبع الهدى. وكان تحرير ذلك لخمس ليال بقين من المحرم الحرام سنة تسعين وثلاثمائة بعد الالف من الهجرة النبوية موافقا لهذا التاريخ الهجري الشمسي 13 / 1 / 1349 مير جلال الدين الحسيني الارموي المحدث ________________________________________ [ 8 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم والصلوات الزاكيات على ذلك الرسول التالى للايات المزكى للنفوس المستعدات وعلى آله الايات البينات والحجج النيرات والاعلام الواضحات اما بعد فيقول خادم علوم الدين والمجاهد في معرفة اسرار الشرع المبين محمد بن مرتضى المدعو بمجن جعله الله من الموقنين ان هذه اصول اصيلة يبتنى عليها فروع جليلة استفدت من القرآن المجيد واخبار اهل البيت عليهم السلام وشواهد العقل ولم يعمل على اكثرها كما ينبغى اكثر فقهائنا المتأخرين كأنهم كانوا عنها غافلين مع ان العمل بها يستهل ام التفقه في الدين ويوضح طريق معرفة احكام الشرع المتين ويرفع كثيرا من الشبهات صورة الصفحة الاولى من النسخة التي كان علهيا اساس طبع الكتاب ________________________________________ [ 1 ] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين * وآخرين منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم، والصلوات الزاكيات على ذلك الرسول التالي للايات، المزكى للنفوس المستعدات، وعلى آله الايات البينات، والحجج النيرات، والاعلام الواضحات. اما بعد فيقول خادم علوم الدين والمجاهد في معرفة أسرار الشرع المبين محمد بن مرتضى المدعو بمحسن جعله الله من الموقنين: ان هذه أصول أصيلة يبتنى عليها فروع جليلة، استفدت (1) من القرآن المجيد وأخبار أهل البيت عليهم السلام وشواهد العقل ولم يعمل على على أكثرها كما ينبغي أكثر فقهائنا المتأخرين كأنهم كانوا عنها غافلين مع أن العمل بها مما يسهل امر التفقه في الدين ويوضح طريق معرفة أحكام الشرع المتين، ويرفع كثيرا من الشبهات، وينور غير يسير من الظلمات، وعليها كان عمل قدماء الطائفة كأئمة الحديث ومن يحذو حذوهم كما يظهر من التتبع بطريقتهم والنظر في آثارهم وانها كانت برهة من الدهر تطوف حوالى خاطري تطوافا وتجول في ميدان قلبى تجوالا، وانى كنت أصبر على ابرازها هونا لاني لم أجد عليها عونا، فلم أقدر لها الا حفظا وصونا حتى استشممت من كلام جماعة من متأخرى أصحابنا الايمان بها والاذعان لها ثم ألفيت بعض فضلائهم (2) مصرحا بأكثرها في جملة خيالات مخترعة وآراء مبتدعة، عاليا صوته فيه بالنداء بل غاليا بكلامه ________________________________________ 1 - كذا في الاصل ولعلها " استفيدت " وذلك بقرينة ما يأتي فيما بعد من العبارة. 2 - يريد به المحقق المدقق الجليل المولى محمد امين الاسترابادي (ره) صاحب الفوائد المدنية. ________________________________________