فاطمة، فقبض ثلاث قبضات فدفعها إلى أُم أيمن، فقال: اجعلي منها قبضةً في الطيب، والباقي فيما يصلح للمرأة من المتاع. فلمّا فرغت من الجهاز وأدخلتها بيتاً قال: يا علي، لا تحدثنّ إلى أهلك شيئاً حتّى آتيك، فأتاهم فإذا فاطمة متعفّفة وعلي قاعد وأُم أيمن، فقال: يا أُم أيمن، آتيني بقدح من ماء، فأتته به، فشرب ثمّ مجّ فيه، ثمّ ناوله فاطمة فشربت، وأخذ منه فضرب جبينها وبين قدميها ([65])، وفعل بعليٍّ مثل ذلك، ثمّ قال: اللّهم أهل بيتي، فأذهب عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ([66]). رواه البزّار، وفيه: محمّد بن ثابت، وهو ضعيف، بل لوائح الوضع ظاهرة عليه، فإنّ تزويج فاطمة كان في السنة الثانية اتّفاقاً، وبناء المصطفى (صلى الله عليه وآله) بحفصة بنت عمر إنّما كان في الثالثة ([67]). وعن ابن عباس قال: كانت فاطمة تُذكر لرسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلا يذكرها أحد إلاّ صدّ عنه، فيئسوا منها، فلقي سعد بن معاذ علياً فقال: إنّي ما أراه يحبسها إلاّ عليك، فقال: ما أنا بأحد الرجلين: ما أنا بصاحب دنيا يلتمسها منّي وقد علم مالي صفراء ولا بيضاء، وما أنا بالكافر الّذي يترفّق ([68]) بها