فقد أخرج السيوطي بعدّة أسانيد أنّ عمر قرأ على المنبر: (فَأَنبَتْنَا فِيهَا حَبّاً وَعِنَباً وَقَضْباً) إلى قوله: (وأبّاً) قال: كلّ هذا قد عرفناه فما الأبّ؟ ثم رفض عصاً كانت في يده، فقال: «هذا لعمر الله هو التكلّف، فما عليك أن لا تدري ما الأبّ، اتّبعوا ما بيّن لكم هُداه من الكتاب فاعملوا به، وما لم تعرفوه فكلوه إلى ربه»[233]. وعن عبيدالله بن عمر قال: لقد أدركت فقهاء المدينة، وأنّهم ليعظِّمون القول في التفسير، منهم: سالم بن عبدالله، والقاسم بن محمّد، وسعيد بن المسيّب، ونافع. وعن يحيى بن سعيد قال: سمعت رجلاً يسأل سعيد بن المسيّب عن آية من القرآن، فقال: «لا أقول في القرآن شيئاً». وفي رواية أخرى: أنّه كان إذا سُئل عن تفسير آية من القرآن قال: «أنا لا أقول في القرآن شيئاً» وكان لا يتكلّم إلاّ في المعلوم من القرآن. قال يزيد: وإذا سألنا سعيداً عن تفسير آية من القرآن سكت كأن لم يسمع. وعن ابن سيرين قال: سألت عبيدة السلماني عن آية، قال: «عليك بالسداد، فقد ذهب الذين علموا فيم أُنزل القرآن». وجاء طلق بن حبيب إلى جندب بن عبدالله فسأله عن آية من القرآن، فقال له: «أُحرج عليك إن كنت مسلماً لما قمت عنّي، أو قال: أن تجالسني». وروي عن الشعبي قال: «ثلاث لا أقول فيهنّ حتّى أموت: القرآن والروح والرأي» وكان يقول: «والله ما من آية إلاّ قد سألت عنها، ولكنّها الرواية عن الله». وروي عنه أنّه قال: «أدركتهم ـ أي الأوائل ـ وما شيء أبغض إليهم أن يسألوا عنه، ولا هم له أهيب من القرآن» ذكره صاحب كتاب المباني[234]. ورووا في ذلك بطريق ضعيف عن عائشة قالت: ما كان النبي (صلى الله عليه وآله) يفسّر شيئاً من