كلمة أخرى من لغة أخرى وحسب، بل لابدّ أن تضيف هذه المعلومة الجديدة كشوفاً جديدة إلى تفسير النصّ، وشرحها يساعد في توضيح المراد الحقيقي الذي أراده الله عزّ وجلّ، وإلاّ كانت هذه العمليّة برمّتها لا فائدة منها ولا طائل. وبعد فيأتي ليطبّق فرضيّته على الرموز التي تصدّرت بها السور واحدة واحدة، وبدأ بسورة مريم، ويقول عنها: إنّها السورة القرآنيّة الجليلة بما حوته من مضامين وأسرار ومعلومات لها علاقة وثيقة بالتاريخ الديني، قد نزلت على النبيّ محمّد (صلى الله عليه وآله)قبل أيّ صَدام فعليّ مع اليهود الموجودين في الجزيرة العربيّة. ومن ثمّ لا مكان لأيّ مبرّر أو اتّهام بالتحيّز ضدّ اليهود أو معاداتهم; لما ستكشف من أخبار وتأريخ من خلال سورة مريم... وسمّيت السورة بسورة مريم، فمَن هي مريم؟ ومَن هو زكريّا؟ وقد تصدّرت السورة بذكرهما، وذكرا أيضاً في مناسبات في سور أخرى من القرآن. فمثلاً سورة آل عمران، آية: 33 وما بعدها، تعدّد لنا المصطفين الأخيار وهم: آدم ونوح وآل ابراهيم وآل عمران. ويقال لإبراهيم: أبو الأنبياء، رغم أنّ آدم ونوحاً وكثيراً غيرهم تقدّموه زمنيّاً، ولكنّه اختصّ من الله تعالى له بأن يكون في ذرّيّته النبوّة، فكان أباً لسلسلة من الأنبياء من نسله، كإسحاق وإسماعيل ويعقوب وموسى وداود وسليمان وزكريّا ويحيى وعيسى وخاتمهم محمّد المصطفى صلّى الله عليه وآله وعليهم أجمعين وعيسى ينتسب إلى أمّه مريم والتي هي من نسل آل عمران.. ثُمَّ قال في حلّ رموزها الحرفيّة: تستهلّ السورة بعدد من الحروف، أو بما هو شبيه بالحروف (سنستخدم من البداية مصطلح «رمز» للدلالة على تلك الحروف) وهي «كهيعص» ولانجد لها في كتب التفسير أيّ توضيح سوى جملة «الله أعلم بمراده» أو ما أشبه ذلك.