الصحابة والتابعين». ثم قال: «فتأويل الكلام إذن: يا رجل، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى»[578]. قلت: وقد عرفت كلام الزمخشري: إنّ أثر الاصطناع في البيت المستشهد به ظاهر لايخفى[579]. وأخرج ابن بابويه بإسناده إلى الثوري عن الإمام جعفر بن محمّد (عليهما السلام) قال: «طه، اسمٌ من أسماء النبيّ (صلى الله عليه وآله) ومعناه: يا طالب الحقّ الهادي إليه»[580]. وروى الثعلبي عنه (عليه السلام) قال: «طه، طهارة أهل بيت محمّد (صلى الله عليه وآله) ثمّ قرأ: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرُكُمْ تَطْهِيراً )[581]». قال الثعلبي: «وقيل: الطاء: شجرة طوبى، والهاء: هاوية». قال: «والعرب تعبّر ببعض الشيء عن كلّه، فكأنّه أقسم بالجنّة والنار. وقال سعيد بن جبير:الطاء افتتاح اسمه: طاهر وطيّب، والهاء افتتاح اسمه: هادي. وقيل: الطاء: يا طامع الشفاعة للأمّة، والهاء: يا هادي الخلق إلى الملّة. وقيل: الطاء: من الطهارة، والهاء: من الهداية. وكأنّه تعالى قال لنبيّه (صلى الله عليه وآله): ياطاهراً من الذنوب، ويا هادياً إلى علاّم الغيوب. وقيل: الطاء: طبول الغزاة، والهاء: هيبتهم في قلوب الكفّار. وقيل: الطاء: طرب أهل الجنّة في الجنّة، والهاء: هوان أهل النار في النار. وقيل: الطاء تسعة في حساب الجمل، والهاء خمسة: أربعة عشر. ومعناها: يا أيّها البَدْر (الطالع ليلة أربع عشر)»[582].