(وَمَكَرُوا مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ)[2]. (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَكِرِينَ)[3]. إنّ التحدّي الأول يتحرّك على وجه الأرض تحت النور من خلال سنن اللّه تعالى، وبحول اللّه وقوّته، وطبقاً للضوابط الشرعية والقيم الأخلاقية. والتحدّي الآخر يتحرّك في الظلمات، في ظلمات النفس والمجتمع، من دون ضوابط ولا قيم، والعاقبة في هذا الصراع للمتّقين والصالحين. (إِنَّ الأَرْضَ لِلّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ)[4]. (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّلِحُونَ)[5]. لكن كلاًّ من هذين التحدّيين يخلّف معاناةً للطرف الآخر بطبيعة الحال، ويشترك كِلاَ المعسكرين في هذه