الأول: الإحاطة بدقائق القرآن، واستخراج كنوزه العظيمة; لغرض الاستفادة منه في تطوير واقع المسلمين ومستقبل أُمتهم. والثاني: حماية القرآن من عبث المنحرفين، وصيانته من شبهات وألاعيب المضلّين الذين لايبغون إلاّ إشاعة الشكوك والريبة في مصداقيته عند المسلمين. لقد رفض هؤلاء إلاّ أن يظلّوا في متاهات ضلالاتهم، فعميت بصائرهم عن حقائق كتاب الله العزيز، فتمادوا في حملاتهم للنيل منه، والتشهير بما فيه على امتداد عصور التاريخ، منذ أن نزل وحتّى وقتنا الحاضر. فقد أكّد الباحثون ـ على اختلاف مشاربهم ومستوياتهم ـ في كتاباتهم: أنّ الخوف من القرآن ليس بالأمر الطارئ ولا الجديد، وكان كلّما نزلت آية على الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وارتفعت حصيلة خزانة القرآن الكريم من الآيات المتوالية، ازداد الشعور بالرعب والخوف من قبل الجهات المعادية والأطراف المناوئة للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ودينه الجديد الذي بشّر به الناس، ممّا جعلهم يتوجّسون أنباءه، ويتابعون أخباره بدقّة متناهية، لما يرون فيه خطراً كبيراً على ثقافتهم الوضعية التي كانوا قد ورثوها عن آبائهم، وداوموا على التجارة بها كما كان يفعل آباؤهم الأولون. ولمّا صعّد القرآن من لغته، وبدأ يطرح ثقافةً تخالف ما هم عليه من أساطير وأوهام، صار مؤشّر الخطر ينذر بالارتفاع، ممّا تكرّس في قناعة هؤلاء أنّ القرآن بات يشكّل التحدّي الأكبر لممارساتهم