الصحوة والتغيير ([83]) قد لا نأتي بجديد لو تحدثنا عن أهمية إعادة النظر المستمرة في مضامين الفكر الإسلامي وصيغه، بهدف تجديدها وتفعيل العناصر الساكنة فيها؛ لأن استشعار هـــذه الأهمية من قبل أصحاب الفكر والاختصاص بات من البديهيات التــي لا تحتاج إلى دليل. وحسبنا أن الواقع المتغيِّر والحوادث المستجدة وسرعة التطور التي نعيشها بشكل يومي، تجعلنا في مواجهة دائمة ومباشرة مع ضرورة التجديد في الفكر الإسلامي. وبالتالي رفد مسيرة الصحوة الإسلامية وعصرنتها باستمرار. وهذا لا يعني أن الضرورة تبيح لنا فتح الباب على مصراعيه أمام كل دعوة للتجديد أو كل منهج يهدف إلى التجديد، بل على العكس، فإن تزايد تلك الأهمية تتناسب طردياً مع تزايد الحاجة إلى ضبط عملية التجديد وتقنينها بالطريقة التي تجعل من التجديد وسيلة تمكِّن الفكر الإسلامي من استيعاب كل مجالات الحياة، وتجعل الاجتهاد أداة لإخضاع الواقع للشريعة، وحينها لا يكون التجديد هدفاً بذاته، بل وسيلة لبلوغ الغاية التي يحقق الدين من خلالها مقاصده وأهدافه.