(إن هذه الهدية الغيبية، وهذه الحرية، وهذا الخلاص من تحكم الظالمين، وهذا الاستقلال الذي منحنا الله إياه وقطع عنا أيادي الأجانب إنّما هو لقوّة الإيمان ووحدة الكلمة والاتجاه إلى الله - تبارك وتعالى - حيث ألقت يد العناية الإلهية على رؤوس هذا الشعب ظلها، وحققت هذا النصر، فلتحفظوا هذه الهدية الإلهية).([56]) ويقول مخاطباً مندوبي السودان والأردن بعد عام من نجاح الثورة: (إن على المسلمين أن يوجدوا التحول المطلوب؛ التحول من الخوف إلى الشجاعة، التحول من التوجه للدنيا إلى الإيمان وإلى الله، فإن منشأ كل الانتصارات أن نتحول إلى موجودات إسلامية إنسانية إيمانية كما أراد الله لنا).([57]) ومن الملاحظ هنا أن القائد الحكيم هو الذي يراقب مسيرة الثورة بكل دقة، فإذا ما حدثت حالة (الإقبال الثوري) لدى الأُمة عمل على استثمارها على أفضل وجه، في سبيل تحقيق مصالح الشعب، وتصعيد الوعي لتحقيق الصحوة المطلوبة. ولنا من القرآن الكريم وعمل الرسول الأكرم والقادة خير الأدلة والتطبيقات لهذه القاعدة الأساس. العامل الخامس: اشتداد ظلم الطغاة وتصاعد الهجوم الاستعماري فان هذا العامل عندما يتصاعد، وبالخصوص عندما يتصاعد الإحساس الشعبي بهذا الظلم، يترك أثره في تحريك الجماهير نحو بذل الغالي والرخيص للخلاص منه، وتحقيق التغيير الاجتماعي المطلوب.