(هل تتصورون أن هدف الخطط الاستعمارية هو القضاء على إيران؟ كلا، إن الهدف هو القضاء على الإسلام، فليس الأمر يقتصر على قطر واحد فحسب، إنه يعم الأقطار الإسلامية جميعاً).([9]) ومن هنا جاز لنا أن نعمم حديثه إلى مجموع العالم الإسلامي حتى ولو كان يتحدث عن الثورة الإسلامية في إيران وعواملها ونتائجها. رابعاً: إننا إذا شئنا ان نتعرف على منهج أو خطة أو ابعاد شخصية معينة فلابد من تتبع أقوالها وأفعالها وتقريراتها، لنقوم - بعد التأكد من دلالاتها - باستنباط مجمل الأبعاد، ومعرفة أجزاء النظرية المتكاملة، وهذا بالضبط ما يجب أن نفعله عندما نحاول اكتشاف مذهب معين أو نظامٍ عام للإسلام. ذلك أن علينا أن نكتشف هذا من خلال مجموعة النصوص النظرية أو المفهومية المطروحة، والأحكام المتفرقة المبنية على ذلك المذهب أو التي تشكل أبعاد النظام، وبالتالي ان نلاحظ نوع التطبيقات الفعلية التي قبلها الإسلام ونفذها في الحياة. وبنفس هذا الأسلوب نستطيع ان نكتشف أبعاد الشخصيات المنظّرة، ونعرف مجمل نظراتها إلى الواقع والحياة، وهذا ما نرجو ان نتبعه في دراستنا السريعة هذه، راجين التوفيق. حقيقة الصحوة قلنا إن أمتنا الإسلامية مرت بفترات زمنية طويلة، عمتها غفوة، وشملها تخدير وضياع مقيت، يهتز له القلب ألماً. فالفهم الإسلامي الصحيح غير متوفر، إلاّ على صعد فردية محدودة المجالات، وحينئذ فمن الطبيعي أن لا تجد تعاليم الإسلام المحيية للنفوس مجالها الطبيعي المؤثر في القيام ببناء النفوس والمجتمع.