أدل على ذلك من استعراض مواقفه من نفسية الشعب الإيراني، من جهة، والنظام الشاهنشاهي القائم من جهة أخرى. وهكذا يمكن ملاحظة تخطيطه الحديث الذي سار بعملية التوعية الفكرية منذ البدء وحتى الختام، والذي استهدف إثارة الحماس الثوريّ بالمدى المتناسب مع ما تسمح به الظروف المتغيرة والمناسبات الإسلامية، ومن ثم التخطيط لتحويل ذلك الحماس إلى فعل جماهيري حاشد مزق كل حسابات الكمبيوتر البشري، وبالتالي صنع أروع ثورة عرفها التاريخ المعاصر، حيث انفلت الشعب الإيراني المسلم من طوق الهيمنة العالمية عليه. ثالثاً: إن الإمام يؤمن تماماً بمبدأ (تصدير الثورة) وهو أمر لا يمكن أن ينكره أحد على الرغم مما حاولـه بعض الناس مما يعبّر عن انهزامية امام النقود المطروحة. إلا انه لم يكن ليقصد الصورة التحريفية التي منحها إياه الإعلام الغربي، أي صورة التصدير بالسلاح وإيجاد الانقلابات العسكرية وما إلى ذلك. إنه كان يركز على الجانب الثقافي والحماسي في آن واحد، فهو يقول (حين يتحدث مع سفراء الاقطار الإسلامية بمناسبة عيد الفطر عام 1400 هـ): (اننا نعتبر الاقطار الإسلامية جميعاً جزءاً من وجودنا دون أن يعني ذلك أن تفقد وجودها المستقل، وإنّما نريد لها أن تتمتع بما تمتع به الشعب الإيراني من مزايا الخلاص من براثن القوى الكبرى، وقطع أيديها عن منابعه الحياتية، نريد لهذه الحالة ان يتسع مداها لتشمل كل الشعوب، إننا نعني بتصدير الثورة أن تستيقظ كل الشعوب وكل الحكومات وتتخلص من قيود التبعية والتسلط).([6]) وفي حديث آخر يقول سماحته وهو يتحدث إلى سفراء الجمهورية الإسلامية: (إننا ثرنا لنحيي الإسلام، ومن ثم لنصدر الثورة ـ بمشيئة الله ـ إلى كل مكان،