2 - فشل معظم الأطروحات اللادينية في إشباع حاجة الإنسان إلى المأمن الروحي الحقيقي، لا بل فشلها في إشباع حاجاته المادية وتحقيق ما يصبو إليه من سعادة. وقد أدى تساقط هذه المذاهب الإلحادية إلى تكوين موجة بشرية هائلة متجهة إلى الدين من جديد، ليشبع لها نهمها وجوعتها. ولما لم يكن هناك من دين فيه كلّ هذه الجامعية وهذا الشمول وهذه النظرة الحياتية المستوعبة وهذه الواقعية في التعامل غير الإسلام، كان من الطبيعي أن نجد الإقبال الواسع عليه وعلى تعاليمه. 3 - نجاح بعض التجارب الإسلامية في بعض المناطق، وفي طليعتها تجربة الثورة الإسلامية الكبرى في إيران بقيادة الإمام الخميني الراحل (قده)، حيث قدّمت هذه الثورة نماذج كبرى للثورة الشعبية الخالصة التي تتناسى كلّ المصالح المادية الضيقة في سبيل تحقيق الأهداف المعنوية الكبرى، وحيث استطاعت أن تكسر الكثير من الأساطير من قبيل: أسطورة انحصار الثورة بالمبادئ المادية وبالخصوص في الاشتراكية، وأسطـورة انقسام العالــم - لا مـحالة - إلى قوتين لا ثالث لهما، وأسطورة عدم إمكان الاستقلال في المجال السياسي، وأسطورة (الدين افيون الشعوب) وأمثالها. وقدمت للعالم تصوراً جديداً عن مشاكله وحلولها، بعيداً عن التصورات السابقة، مما دفعه لتفهُّم هذه التصورات. كما انها استطاعت أن تعبّئ الجماهير المسلمة وتزرع في نفوسها الأمل الكبير بالمستقبل، مما فتح أمام العالم كلّه اُفقاً جديداً لم يكن ليتصوره من قبل.