تقف أمامها أية قوة، وأمامكم الحالة الفلسطينية الثائرة حيث الجماهير المؤمنة تقارع أعتى القوى وأضخم الأسلحة، وتتحدى كلّ التآمر وكل الخطط بيد عزلاء. إن الجماهير هي صانعة الثورة الإسلامية وهي حاملتها إلى الواقع العام، وهذا ما أكده الإمام الخميني (رحمه الله) في مناسبات عديدة: فمثلاً نجده في كلمته الموجّهة إلى العلماء في طهران عام 1981 يقول: (إننا جميعاً رهن لمحبة هذه الجماهير العظيمة، إنها تعطي كل شيء في سبيل الإسلام ولا تطلب شيئاً). وهذا بالتأكيد ما يطرحه آية الله الخامنئي قائد الثورة الإسلامية في كل مناسبة: (إن الأُمة يمكنها أن تصنع الثورة كما يمكنها أن تحتضنها وتمنع عنها كل عادية). r التوحيد: ما هو دور مبدأ (تصدير الثورة) الذي طرحته الثورة الإسلامية في مواجهة الهجوم الثقافي الغربي المعادي؟ n لقد كان الإمام الخميني يؤمن بمبدأ (تصدير الثورة) ولكن لم يكن يعني به الصورة التخريبية التي منحها إيّاه الإعلام الغربي، أي صورة التصدير بالسلاح. إنه كان يركز على الجانب الثقافي والحماسي في آن واحد وقد خاطب سفراء الأقطار الإسلامية بمناسبة عيد الفطر عام 1400 هـ قائلاً: (إننا نعتبر الأقطار الإسلامية جميعاً جزءاً من وجودنا دون أن يعني ذلك أن تفقد وجودها المستقل، وإنّما نريد لها أن تتمتع بما يتمتع به الشعب الإيراني من مزايا الخلاص من براثن القوى الكبرى وقطع أيديها عن منابعه الحياتية، نريد لهذه الحالة أن يتسع مداها لتشمل كل الشعوب، إننا نعني بتصدير الثورة أن تستيقظ كل الشعوب وكل الحكومات وتتخلص من قيود التبعية والتسلط). إننا نعتقد ـ في ضوء هذا المبدأ المهم ـ ان النموذج الثوري الإيراني إذا تم تعميمه فإنه يعمل على مقاومة أي غزو ثقافي من جهة، وتنمية الوجود الإسلامي على أرضه من جهة أخرى.