الدرس الحادي عشر فشل الماركسية في إخضاع الفكر الفلسفي لنظريتها رأينا في الفصل الماضي فشل الماركسية في مجال إعطاء تفسير ماركسي لنشوء الدين وتطوره مما أبطل ادعاء الشمول للمادية التاريخية. وها نحن نلاحظ فشلا ماركسياً آخر في تفسير الجانب الفلسفي من الفكر وتطوراته. الفكر الفلسفي وتأثره: مما لا ريب فيه أن هناك صلة بين الفكر الإنساني، والشروط المادية والاقتصادية للمفكر، وإن هناك قوانين ونظماً يخضع لها الفكر كجزء من الكون، وإن لكل عملية فكرية شروطها وأسبابها. ولكنا نختلف مع الماركسية في تحديد هذه الشروط. فهي ترى أن السبب الحقيقي للمفكر يكون في الوضع الاقتصادي والمادي، ولا يمكن تفسير الفكرة على ضوء علاقاتها بالأفكار الأُخرى. والماركسية تفسر الأفكار تارة بحالة القوى المنتجة، وأخرى بمستوى العلوم الطبيعية، وثالثة تعتبرها ظاهرة طبقية. فلنستعرض هذه الفروض.