الدرس السادس الدليل السيكولوجي فيما سبق: قلنا أن الإيمان بالواقعية والإيمان بمبدأ العلية لايستلزمان الإيمان بالمادية التاريخية، ثم ناقشنا هذه المادية على ضوء المادية الفلسفية تارة، وعلى ضوء قوانين الديالكتيك التي حكمت عليها بالتناقض، ثم على ضوء المادية التاريخية نفسها وأثبتنا بطلان مدعياتها. وأخيراً كنا بصدد مناقشة الأدلة التي أقامها الماركسيون على مدعاهم. وفي الفصل السابق زيفنا دليلهم الفلسفي وها نحن نبحث حول دليلهم الذي اعتمد على بعض بحوث علم النفس وعلم وظائف الأعضاء فيما يلي: الدليل السيكولوجي: ويركز هذا الدليل ـ قبل كل شيء ـ على إثبات النقطة التالية وهي: إن الأفكار الإنسانية ليست إلاّ نتائج لظاهرة اجتماعية معينة. فإذا تم ذلك يقال: إذن لا يمكن أن تكون الأفكار هي المفسرة لتكون الظواهر الاجتماعية فلا يبقى لنا إلاّ أن نفسر تلك الظواهر الاجتماعية بعامل آخر هو وسائل الإنتاج. وبعبارة أُخرى: فإنه يركز على أن المجتمع سابق تاريخياً على الفكر، فلا يمكن أن يكون ناشئاً من الفكر بل هو ناشئ على أساس من تطور وسائل الإنتاج لأنه العامل الذي يتبقى