الدرس السادس والأربعون مقارنة إجمالية بين قانون العمليات المصرفية اللاربوية في أطروحة الشهيد الصدر والقانون الإسلامي للعمليات المصرفية مقــدمة: حارب الإسلام الربا بكل أنواعه وهدد القرآن الكريم بالعقاب الشديد عليه، وجعله حرباً ضد كل القيم الإسلامية. ومن هنا، فقد عاش المسلمون في العصور الأخيرة في تناقض مرير بعد أن فقدوا سيطرة الإسلام على كل مرافق الحياة، وعانوا وضعاً مزدوجاً يجمع بين القوانين الغربية والتعاليم الإسلامية في مزيج غريب متنافر. فهم، من جهة، يؤمنون بالإسلام والقرآن، ويقيمون الشعائر الدينية، ويعملون إلى حد كبير في أمورهم المدنية وفق أحكام الإسلام، لكنهم في المجال السياسي والحقوقي والتربوي والاقتصادي يتعاملون بأساليب لا إسلامية مرفوضة. ومن تلك الأساليب تعاملهم بالربا في النظام المصرفي إلى حد يطبع مجمل الحياة الاقتصادية بهذه الصفة المرفوضة إسلامياً. وقد بلغ الأمر إلى حده الأقصى حينما ظنّ بعض المفكرين الإسلاميين ان النظام المصرفي الربوي ضرورة لا مناص منها، الأمر الذي دفعهم لتجديد النظر في المسلّمات الإسلامية وتحريف النصوص، أو صرفها إلى الجهة التي تمكنهم من التوفيق بين أحكام الإسلام وهذا النظام المرفوض. إلاّ أن هذه المحاولات ذهبت سدىً ورفضها الفكر الإسلامي الواعي.