الدرس الثالث والأربعون المباني الفقهية للمصرف الإسلامي مقــدمة بدأ النقاش حول موقف الإسلام من البنوك الربوية بعد تأسيس عدد من البنوك الأجنبية في مصرفي بداية القرن العشرين وقد أدلى علماء الأزهر بدلوهم بل عملوا على تقديم بديل للمصرف، واستمر النقاش حتى الستينات مع التدفق المالي لعوائد النفط ومحاولة بعض الدول العربية لإنشاء بنوك إسلامية. وكان أن وجهت اللجنة التحضيرية لبيت التمويل الكويتي سؤالا لسماحة الإمام الصدر (قدس سره)حول صيغة متكاملة لبنك لاربوي وكان كتابه المعروف الذي طبع في أواخر الستينات، هذا وقد قامت لجان أُخرى لمحاولات عديدة. وقد بلغ عدد البنوك الإسلامية حتى عام 1999 إلى 200 بنك في أكثر من 25 دولة وجذبت من الودائع ما قيمته 112 مليارد دولار وحققت نمواً بمعدل 3/5% في عام 1997. وما زالت المعارك قائمة. وإن أول دولة نظمت نظامها البنكي كاملا هي الجمهورية الإسلامية الإيرانية. المباني الفقهية للمصرف الإسلامي أو العمليات المصرفية الإسلامية: بادئ ذي بدء نوضح بأننا نقصد الحديث عن الجو المناسب الذي يهيؤه الإسلام للمفكر الاقتصادي الإسلامي كي يقيم هيكلية مصرفية إسلامية تنسجم مع العمل المصرفي الحالي. ولا ريب أن المفاهيم الإسلامية المختلفة عن المال وعن الملكية وعن الاعتدال والأعمار;