تنمية الإنتاج وقد تكون تنمية الإنتاج هي مورد الإنفاق بين المذاهب كلها والهدف الذي يجب تحقيقه بالوسائل التي يقبلها المذهب دون ما يرفضها. ويمكن أن نلمح هذا المبدأ من خلال تطبيق الإسلام له وتعليماته الرسمية وأروعها كتاب الإمام علي (عليه السلام) لمحمد بن أبي بكر كما جاء في أمالي الشيخ الطوسي وقد جاء في هذا الكتاب: «يا عباد الله إنّ المتّقين حازوا عاجل الخير وآجله، شاركوا أهل الدنيا في دنياهم ولم يشاركهم أهل الدنيا في آخرتهم... سكن الدنيا بأفضل ما سكنت، وأكلوها بأفضل ما أُكلت، وشاركوا أهل الدنيا في دنياهم فأكلوا معهم من طيبات ما يأكلون، وشربوا من طيبات ما يشربون...». وهذا الهدف مغلف بالإطار المذهبي كما يقول تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تُحرِّموا طيبات ما أحل لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)([81]). وسائل الإسلام في تنمية الإنتاج أ ـ الوسائل الفكرية حث الإسلام على العمل والإنتاج، وربط كرامة الإنسان به، وأصبح العمل عبادة والعامل للقوت أفضل من العابد. وقد رفع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) يد عامل مكدود فقبلها، وقال: «طلب الحلال فريضة على كل مسلم ومسلمة». وقد قاوم الإسلام فكرة تعطيل بعض ثروات الطبيعة فقال تعالى: (ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام، ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون)([82]). وقال تعالى: