ما احتواه من العلوم والمعالي واصلاً يقظة الأيّام بإحياء اللّيالي لا يكتفي من السماع إلاّ بالتّحقيق ومن النّظر إلاّ بالتّحديق حتّى فاز بغاية المأمول ونهاية المرام وترقّى من حضيض التّقليد إلى أوج الاجتهاد والاستنباط في الأحكام وبرز منهُ من التّصنيف والتأليف ما يغني عن التّصريح بمقامه الشّامخ المنيف. ثمّ إنّهُ لحُسن ظنّه بهذا الضعيف وحُبّه للتأسّي بالسّالفين من سدنة الشّرع الشّريف استجاز منّي رواية ما صحّت لي روايته فأجزت له أيّده الله أن يروي عنّي كلّما صحّت لي روايته من الكتُب الدّينية والصُحُف العلميّة سيّما نهج البلاغة والصّحيفة السّجادية والكتب الأربعة لأبي جعفر ين المحمّدين الثّلاثة الّتي كان عليها المدارُ في الإعصار والأمصار أعني الكافي والفقيه والتّهذيب والاستبصار والجوامع الثّلاثة المتأخّرة التي بلغت في الوضوح والاشتهار حدّ الشّمس في رابعة النّهار أعني الوافي والوسائل وبحار الأنوار وطرقي إليها كثيرة وفيرة لا أقدر الآن على استقصائها أكتفي بشطر يسير منها فمنها ما أرويه عن العلاّمة النّحرير والبدل الأوحد النزير النظير محقّق المعقول والمنقول والمصنّف في الفروع والأصول السيّد مهدي القزويني أصلاً والحلّي انتساباً النّجفي موطناً ومدفناً، عن عمه العلاّمة السيّد باقر القزويني، عن خاله سيّد الفقهاء والمجتهدين آية الله في العالمين العلاّمة الطّباطبائي بحر العلوم، عن مشايخه العظماء الأجلاّء المشار إلى شطر من ألقابهم في إجازاته المتكرّرة المشهورة، منهم العلاّمة الوحيد المجدّد الآغا محمّد باقر الإصبهاني الشّهير بالبهبهاني،