والمجالسة معهم سعادةً فبادر إلى تلك السعادة العظمى والمنزلة العليا في كلّ قرن من القرون الخالية جماعة من الأزكياء الأصفياء فصرفوا جهدهم وبذلوا مهجتهم حتى فازوا بتلك السعادة ونالُوا تلك الفضيلة فجزأهم الله عنّا خير الجزاء. وممن تصدى لهذا الخطب العظيم والثواب الجسيم جناب العالم العامل والفاضل الكامل صاحب الصفات الحسنة والأخلاق الفاضلة مهذب القوانين المحكمة ومحقق القواعد المتقنة المضطلع الخبير بالفصول الأصولية والمتعمّق الفكوُر في الفروع الفقهية الخارج بحمد الله تعالى عن ذل التابعية إلى عزّ الاستقلال والبالغ ـ والشكر لله ـ إلى مرتبة الاجتهاد والاستدلال، وهو غاية المراد للمشتغلين ونهاية المرام للفضلاء المحصلين فكثّر الله في العلماء أمثالهُ وأعطاه الله آمالَهُ وهُو أخونا الروحاني وصديقنا الإيماني المُبرّأ من الشّين مولانا آقا حُسين نجل الزكي والخلفُ الصالح الوفي للسيّد الجليل والسند النبيل نور حدقة السيادة ونور حديقة النّبالة قرة عيون أساطين العلماء وفلذة كبد أعاظم الفقهاء سيّدنا الولي الصفي مولانا حاجي آقا علي المتوطن في بلدة بروجرد، فإنه دام توفيقه قد تحمّل الأذى والمشقة وآثر الاعتزال والغربة وانقطع من الأوطان والأحبة لتحصيل العلوم الشرعية وتكميل المباني الدينية فاشتغل في تحقيق المباني والدلائل غاية الاشتغال وعكف على درسه وبحثه عكوف المتعطّش على الزّلال فحصل له ملكةُ الاجتهاد والاستنباط وأنال رُتبة التصرف فيما للحاكم الشرعي التصرف فيه.وأجزت له دام مجده أن يروي عني كلما برز مني من التصانيف والتأليف مثل كتاب ينابيع الحكمة والوسيلة والذخيرة