يخطب في حجّة الوداع، وهو يقول: «لو استُعمِل عليكم عبدٌ يقودكم بكتاب الله، فاسمعوا له وأَطيعوا»[381]. لا طاعة لأحد في معصية الله وهذا أصل مهم في تحديد الطاعة في الإسلام، فلا طاعة لأحد في معصية الله تعالى، وقد تظافرت النصوص الإسلامية على ذلك: عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: «لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»[382]. وعن عبدالله بن عمر، عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم): «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحبّ وكره، إلاّ أن يُؤمر لمعصية، فإن أُمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة»[383]. وعن علي (عليه السلام) قال: «إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بعث سريةً وأمّر عليهم رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يسمعوا له ويطيعوا، فأغضبوه في شيء، فقال: اجمعوا لي حطباً، فجمعوا له، ثم قال: أوقدوا ناراً، فأوقدوا، وقال: فادخلوها، فأراد ناس أن يدخلوها، وقال الآخرون: إنّما فررنا إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) منها. فلمّا رجعوا ذكروا ذلك لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال للذين أرادوا أن يدخلوها: «لو دخلتموها لم تزالوا فيها إلى يوم القيامة» وقال للآخرين حُسْناً، وقال: «لا طاعة في معصية الله، إنّما الطاعة في المعروف»[384]. وعن الفضل بن شاذان، عن الرضا (عليه السلام) في كتابه إلى المأمون، أنّه قال: «وبرّ الوالدين واجب وإن كانا مشركين، ولا طاعة لهما في معصية الخالق، ولا لغيرهما، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق»[385].