طاعة أولي الأمر من طاعة الله إنّ الطاعة لله تعالى، ليس إلاّ. وكلّ طاعة أُخرى في عرض طاعة الله وفي مقابلها هي طاعة باطلة، ولا تصحّ الطاعة ولا تحقّ إلاّ إذا كانت في امتداد طاعة الله، وماعداها فهي من الطاعات الباطلة. وذلك لأنّ الولاية المطلقة في الكون لله تعالى، فله تعالى وحده ـ بالضرورة ـ الطاعة المطلقة من عباده، ولا يصحّ لأحد الطاعة من دونه تعالى، إلاّ أن يكون بإذنه. يقول تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ). فالولاية والحكم لله تعالى فقط. ويقول تعالى: (أَمِ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء فَاللَّهُ هُوَ الْوَلِيُّ)[366]. فلا تصحّ ولاية ولا طاعة في حياة الإنسان من دون الله، إلاّ أن يكون بأمر الله وإذنه. عن ابن أبي ليلى، عن أبي عبدالله (عليه السلام): «وصل الله طاعة وليّ أمره بطاعة رسوله، وطاعة رسوله بطاعته، فمن ترك طاعة ولاة الأمر لم يطع الله ولا رسوله»[367]. الطاعة نظام الإسلام إنّ رسالة الإسلام في حياة الناس تنظيم أُمور دنياهم وآخرتهم، وهذا النظام لا يقوم إلاّ بالطاعة. روى الشيخ المفيد في «الأمالي» عن ابن عباس قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «اسمعوا وأطيعوا لمن ولاّه الله، فإنّه نظام الإسلام»[368].