نفسه ووضعه وحياته بالطريقة التي تعجبه، ويحقّ له أن يمنح هذه السيادة لمن يشاء من الهيئة الحاكمة وغيرها، ويحقّ له أن يستعمل هذه السيادة في عملية «العقد الاجتماعي». ولكن كيف يمكن توجيه وتفسير هذه السيادة بالنسبة إلى المؤمنين بالله تعالى ؟ فإنّ الله تعالى عند المؤمنين هو المالك والربّ والمدبّر الحقيقي لهذا الكون بما فيه الإنسان، وبطبيعة الحال يكون هو الحاكم الحقيقي الذي يتولّى أمر الإنسان والكون، فليس من الممكن فصل الحاكمية عن الربوبية والملك، ولابدّ أن يستتبع الربوبية والملك الولاية والحاكمية بصورة حتمية وبالضرورة، كما أشرنا إلى ذلك عند شرح نظرية الميثاق في القرآن. وبناءً على هذا التصوّر، كيف يكون للإنسان سلطان على نفسه ؟! ولذلك فنحن لا ننفي فقط سلطان الآخرين على الإنسان، كما ورد في نظرية «العقد الاجتماعي»، وإنّما ننفي سلطان الإنسان على نفسه[351] أيضاً، لأنّه يدخل في