اللوحة الثالثة سنوات عجاف عاشوا وليمةً للتضوّر[517]، والسنوات العجاف[518] بالشعب أكلت منهم اللحم، وبرّت[519]العظم، وشقّقت الأبشار[520]. كثيرون أشرفوا على الهلكة، أكثرون عصرتهم الأدواء، كلّهم أضوتهم[521] المساغب، وظلّوا يعانون آثارها أشطراً من عمرهم أو على امتداده بعد أن تقشّعت[522] عنهم محنة الحصار. الذين منهم علت بهم الأسنان، غذت أرواحهم ذماء، وأنفاسهم حشرجة[523]، وجسومهم خواء، حتَّى لشفت جلودهم من بلى ورقة، عن فقار الظهور، وأضلع الصدور، وحشا البطون. والذين كانوا في بواكير السنّ، ولم يقطعوا من شوط حياتهم