هشام بن عبدالملك فنصبها على باب دمشق ثم أرسلها إلى المدينة[598].. أمّا الكندي فيؤكّد قدوم الرأس إلى مصر، كما قيل في شأن هذه الأمر في كتاب «الجوهر المكنون» أنّه بعد قدوم رأسه إلى مصر، طيف بها، ثم نصبت على المنبر الجامع بمصر أي «جامع عمرو» في سنة 122 هـ ، فسُرقت ودُفنت في هذا الموضع، إلى أن ظهرت وبُني عليها مشهد في الدولة الفاطمية. صفاته وبلاغته كان من شأن شخصية فريدة مثل شخصية زيد بن علي زين العابدين، أن تتأثّر كثيراً في صفاتها وأخلاقها بما كان عليه والده علي زين العابدين الذي أُطلق عليه هذا اللقب; نظراً لأنّه كان يصوم النهار ويقوم الليل، أي يتعبّد آناء الليل وأطراف النهار.. كما لقِّب والده أيضاً بشيخ الساجدين; لأنّه كان يطيل السجود لله تعالى، وكذلك لقِّب بشيخ البكّائين; لأنّه كان يبكي حتّى تخضلّ لحيته بالدموع. وقد قدّم لنا وللتاريخ أبو إسحاق وصفاً فريداً للإمام زيد، قال فيه: «رأيت زيد بن علي فلم أر في أهله مثله، ولا أعلم منه ولا أفضل من زيد بن علي، ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد ولا أبين قولاً، لقد كان منقطع القرين..»[599]. وتنسب إليه طائفة الزيدية، وهي من أكبر فرق الشيعة وأكثرها اعتدالاً[600].. ولعلّ