ولد الولد، والجمع: حفدة ـ وذلك لخطبة إحدى بنات عمه: فاطمة أو سكينة. فأدخله عمّه بيته وخيّره بينهما، فاستحيا أن يختار إحداهما دون الأخرى، فأخبره عمّه بأنّ سكينة مستغرقة في صوم النهار وتقوم الليل; ولذلك فهي لا تصلح له حالياً زوجة، وقد اخترت لك فاطمة; لأنّها تكبر سكينة، كما أنّها كثيرة الشبه بجدّتها فاطمة الزهراء، وبالتالي فقد زوّجها إياه، ثم رزق منها بابنهما عبدالله ولقِّب بالمحض، أي: الخالص، ثم رزق منها بولدين آخرين، هما: إبراهيم القمر، والحسن المثلث[470]. على أنّ أهمّ الأحداث السياسية التي عاصرتها هذه السيدة الطاهرة فاطمة النبوية كانت معركة كربلاء، عندما قُتل والدها الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وبعد المعركة سيقت السيدة فاطمة النبوية مع الأسرى والسبايا إلى دمشق حيث مقرّ الخليفة يزيد بن معاوية، ثم أُعيدت مع نساء آل البيت إلى المدينة المنوّرة مع عمّتها السيدة زينب وأُختها السيدة سكينة بالمدينة، حيث لازمت صيام النهار وقيام الليل، والعطف على الفقراء والمساكين، حتّى توفّيت في عام 110 هـ ; وبالتالي دُفن جسدها الطاهر بالبقيع «جبّانة» مدينة جدّها المصطفى (صلى الله عليه وآله). صفاتها وأخلاقها ومن أهمّ ما اتّصفت به السيدة الطاهرة فاطمة النبوية صاحبة المقبرة أو الضريح بمدينة القاهرة.. أنّها كانت تشبه جدّتها لأُمها فاطمة الزهراء صغرى بنات الرسول (صلى الله عليه وآله) وزوجة الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه)، كذلك كانت السيدة فاطمة النبوية ابنة الإمام الحسين (رضي الله عنه) إحدى بنات هذا الإمام الشهيد التي حضرت مع والدها معركة كربلاء، وهي الفتاة الوضيئة التي كان سيطمع فيها أحد جلساء يزيد بن معاوية حين عرض عليه رأس أبيها الإمام الحسين بدمشق في الشام.