بالكوفة لتواجههم سكينة من جديد. وما أشبه الليلة ببارحة 61 هـ ، لكنّها الآن في الثالثة والعشرين تنهض ظلاًّ وامتداداً لزينب، لتواجه أهل الكوفة، ناظرة إليهم في تعب وملل، وهي تقول في حزن هادئ جليل: والله يعلم أنّي أبغضكم! قتلتم جدّي علياً، وقتلتم أبي الحسين، وزوجي مصعباً، بأيّ وجه تلقونني؟ أيتمتموني صغيرة، وأرملتموني كبيرة!.. وأشاحت بوجهها. وخرجت من الكوفة، ومن العراق! وظلّت بالمدينة، مجلس علم وفقه، وثقافة نبوية حتّى توفّاها الله تعالى عام 117 هـ ، وهي في السبعين من عمرها[432]. * * *