خامساً: رسالته إلى شيخ الأزهر بخصوص مقالة الجبهان، وصورتها: بسم الله الرحمن الرحيم فضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمود شلتوت شيخ الجامع الأزهر دامت فضيلته/القاهرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فإنّ المودّة الراسخة منذ سنة 1355 هـ لم يزدها تقادم العهد إلاّ قوّة إلى قوّة، وصفاءً إلى صفاء، وكلّ مودّة لله تصفو وتدوم، فإنّها قائمة على الاعتقاد بأنّكم من رسل الصلاح والتجديد، وتوحيد كلمة المسلمين، ومن الأعلام المصطفين الذين يوضّح الله بهم سبل الخير للإنسانية، ومن أعداء الجمود والتفرقة والكيد على المسلمين، والفناء في المادّة، ولا تأخذكم في الله لومة لائم. وفي هذه الأيّام وقع نظري في العدد الخامس من مجلّة «راية الإسلام» الصادرة في الرياض عاصمة المملكة السعودية في أول ربيع الثاني 1380 هـ على مقال موجّه إلى فضيلتكم، بتوقيع: إبراهيم الجبهان الكويتي الذي حقَّ فيه قول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) «إنّ هؤلاء القوم قد لبسو الدين كما يُلبس الفرو مقلوباً»[52] واستغربت ـ كما استغرب العالم الإسلامي ـ سكوت فضيلتكم عن إعلان استنكار ذلك المقال الشنيع الذي أحدث ضجّة عظيمة شاملة، واستنكره المسلمون كافّة، وحجج الإسلام قاطبة بشدّة متناهية، ولا شكّ في أنّه وحي الشيطان، ومن كيد خصوم الإسلام والمسلمين في هذه الظروف العصيبة. وبما أنّكم أعرف بحقيقة مذهب الشيعة الإمامية وسائر المذاهب الإسلامية، ولما عليكم من المسؤولية العظمى في موضوع ذلك المقال الموجّه إلى شخصكم