فأجاب الإمام الزنجاني بالنفي. فقال شيخ الجامع الأزهر: أليس خطأ الحساب أقلّ من خطأ البصر؟ فأجاب الإمام الزنجاني قائلاً: يا فضيلة الشيخ، إنّ المنجّم يعرف بالحساب والقواعد الرياضية ولادة القمر، أي: خروجه من المحاق، وأما ظهوره للرؤية ـ أي: خروجه من شعاع الشمس المقدّر عند العلماء بثمانية عشر ساعة تقريباً ـ فيختلف حسب اختلاف الاُفق، والموقع، ودرجات الارتفاع. ويعيّنه المنجّم بالحدس والتخمين. وخطأ الحدس ليس بأقلّ من خطأ الرؤية. وشرح الإمام الزنجاني هذا الموضوع شرحاً أدهش الحاضرين. وتلقّى المجلس الشرعي ـ بعد ذلك ـ برقيةً من فضيلة قاضي محكمة الواسط الشرعي يقول: تلمّس رؤية الهلال، فثبت له رؤيته. وكذلك تلقّى المجلس من بعض حضرات القضاة الشرعيين في الأقاليم بمعنى تلك البرقية. وبعد أن اطّلع عليها واستمع فضيلة الرئيس إلى أقوال بعض الفلكيين، وإلى شهادات الشهود، أعلن ثبوت الهلال، وأنّ أوّل يوم من شهر رمضان هو يوم الأحد ـ اليوم ـ قد اُبلغ هذا النبأ إلى وزارة الحربية، فأمرت بإطلاق 21 مدفعاً اعلاناً بحلول هذا الشهر الكريم، ثم اُبلغ إلى السراي، وإلى وزارة الداخلية ووزارة الأوقاف، وإلى مختلف الدوائر الرسميّة للعلم وإعلانه. وقد اُديرت أكواب المرطّبات ووزّعت الحلوى ـ بعد ذلك ـ على حضرات المدعوّين، وانصرفوا وهم يباركون بعضهم بعضاً.