قدم زيد أقبلت الشيعة تختلف عليه، وأمروه بالخروج، وقالوا له: نحن أربعون ألفاً، فقال: «أخاف أن تخذلوني وتسلّموني، كما فعلتم مع أبي وجدّي»، فحلفوا له ليكوننَّ معه إلى النهاية! فاغترَّ بقولهم، فنصح له جماعة من أهلهم، فلم يقبل، فأقام يبايعه الناس ويتجهَّز للخروج، ثمَّ خرج، فخرج إليه يوسف بن عمر[8]، واقتتل الفريقان، فانهزم أصحاب زيد، فخذلوه، فقُتل في الميدان، وأكثر ما كان من أصحابه في شأنه أنّهم واروه في قبره، وعموا مكانه على ابن عمر حتى لا يُمثَّل به، ومع هذا فإنّ ابن عمر عرف مكانه، ونبش قبره عليه، وأخرجه، وقطع رأسه، وأرسله إلى هشام الخليفة الأموي، وصُلب جسده بالكناسة من الكوفة، فبقى مصلوباً ثمَّ اُحِرقَ، وذري رماده في الفرات[9]. وفي سنة 125 هـ مات هشام، وبويع الوليد بن يزيد بن عبدالملك[10]، ولمّا ولي الوليد الخلافة صدرت عنه اُمور قبيحة مشهورة عنه من: شرب الخمر، والفجور، وتخريق المصحف بالنشاب، فقُتِلَ.