السابقون، وصيانة ديننا الإسلامي من كلّ من يريد المساس به من بعيد أو قريب. لقد نهض المركز بتحقيق وتنقيح هذا الكتاب أُسوةً بغيره، لأجل رفع مستواه بما يتناسب ولغة العصر، ويضفي عليه رونقاً جديداً فوق رونقه السابق، فقام بجملة أُمور في طيّ عملية تحقيقه، من غير أن يمسّ أصله وجوهره، والمطالب التي أراد المؤلّف (رحمه الله)إبلاغها الناس، وهي أمور ولاشكّ ستزيد سروره فيما لو كان حاضراً، ويشهد كتابه بحلّته الجديدة. ويجدر أن نذكر أهمّ هذه الأمور: (1) تغيير العناوين بأخرى ذات طابع جديد يشير إلى موضوع الفصل الذي خطّته يراعة المؤلّف، فحلّت محلّ «المقصد الأول» أو «الثاني» عناوين جذّابة تثير الرغبة لدى القرّاء. (2) تكميل مباني الكتاب، بالاعتماد على خطّة عمل جديدة تقوم على أساس صيغة مبتكرة تدعو إلى تعديل الفصول، من تقديم أو تأخير، وفق برنامج قائم على أساس تسلسل الموضوعات وفقاً لمبنى الصيغة الجديدة المعتمدة، بعدما كانت الموضوعات أشبه بخليط متراكم، فأصبح في حال يفصح أكثر عمّا كان يريد مؤلّفه من تنظيمه وعرضه. (3) تقويم العبارات الركيكة بأُخرى سديدة، مع الاحتفاظ باللبّ والجوهر الذي كان يرغب فيه المؤلّف (رحمه الله). (4) تخريج الموارد التاريخية، وترجمة الأعلام بشكل مختصر، للتعزيز من قيمة الكتاب العلمية. (5) حذف العبارات ـ وأحياناً المقاطع ـ التي تتنافى وأهداف مجمع التقريب الأغرّ، وتقويمها بحيث لا يخلّ في تسلسل المطالب، وهو أمر نرى أنّ الحاجة الآن ماسّة إليه. والمركز العلمي إذ يعتزّ بهذا العمل، وينشر هذا الكتاب الهادف بطبعة مزدانة بهوامش جادّة تزيد من فوائد الكتاب، وبمقدّمة هادفة تترجم حياة وسيرة وآثار هذا الرجل الكبير، إنّما يهدف إلى تطبيع العلاقات مع كلّ الأطراف، ويشجّع العمل مع كلّ ما من