الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ) وقال: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ)». ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمدّ يديه إلى السماء: يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنّى يُستجاب لذلك؟([119]) عن طريق الإمامية: (117) عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه خطب في يوم جمعة خطبةً بليغةً...، فقام إليه رجل، فقال: صدقت يا أمير المؤمنين، أنت القبلة إذا ما ضللنا، والنور إذا ما أظلمنا، ولكن نسألك عن قول الله تعالى: (ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) فما بالنا ندعو فلا يُجاب؟ قال: «إنّ قلوبكم خانت بثمان خصال: أوّلها: أنّكم عرفتم الله فلم تؤدّوا حقّه كما أوجب عليكم، فما أغنت عنكم معرفتكم شيئاً، والثانية: أنّكم آمنتم برسوله ثم خالفتم سنّته وأمتّم شريعته، فأين ثمرة إيمانكم؟ والثالثة: أنّكم قرأتم كتابه المنزل عليكم، فلم تعملوا به، وقلتم: سمعنا وأطعنا، ثم خالفتم، والرابعة: أنّكم قلتم: إنّكم تخافون من النار، وأنتم في كلّ وقت تقدمون إليها بمعاصيكم، فأين خوفكم؟ والخامسة: أنّكم قلتم: إنّكم ترغبون في الجنّة، وأنتم في كلّ وقت تفعلون ما يباعدكم منها، فأين رغبتكم فيها؟ والسادسة: أنّكم أكلتم نعمة المولى ولم تشكروا عليها، والسابعة: أنّ الله أمركم بعداوة الشيطان وقال: (إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً) فعاديتموه بلا قول، وواليتموه بلا مخالفة، والثامنة: أنّكم جعلتم عيوب الناس نصب عيونكم، وعيوبكم وراء ظهوركم، تلومون من أنتم أحقّ باللوم منه، فأيّ دعاء يُستجاب لكم مع هذا وقد سددتم أبوابه وطرقه؟ فاتّقوا الله