«هم يومئذ قليل، وجلّهم ببيت المقدس، وإمامهم رجل صالح. فبينما إمامهم قد تقدّم يصلّي بهم الصبح، إذ نزل عليهم عيسى بن مريم الصبح. فرجع ذلك الإمام ينكص، يمشي القهقرى، ليتقدّم عيسى يصلّي بالناس. فيضع عيسى يده بين كتفيه، ثمّ يقول له: تقدّم فصلِّ، فإنّها لك أُقيمت، فيصلّي بهم إمامهم. فإذا انصرف قال عيسى (عليه السلام): افتحوا الباب. فيفتح، ووراءه الدجّال، معه سبعون ألف يهودي، كلّهم ذو سيف محلّىً وساج. فإذا نظر إليه الدجّال ذاب كما يذوب الملح في الماء، وينطلق هارباً. ويقول عيسى (عليه السلام): إنّ لي فيك ضربة لن تسبقني بها، فيدركه عند باب اللد الشرقي فيقتله، فيهزم الله اليهود، فلا يبقى شيء ممّا خلق الله يتوارى به يهودي إلاّ أنطق الله ذلك الشيء، لا حجر ولا شجر ولا حائط ولا دابّة (إلاّ الغرقدة، فإنّها من شجرهم، لا تنطق) إلاّ قال: يا عبد الله المسلم، هذا يهودي، فتعال اقتله».[273] 202 ـ أبو هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «يوشك أن ينزل ابن مريم حكماً مقسطاً، فيقتل الدجّال، ويقتل الخنزير، ويكسر الصليب، ويفيض المال، وتكون السجدة واحدة لله ربّ العالمين». قال: واقرأوا إن شئتم: (وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ)، قال: موت عيسى (عليه السلام)، يعيدها أبو هريرة ثلاث مرّات.[274] 203 ـ أبو هريرة، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «لينزلنّ ابن مريم حكماً عادلاً، فليكسرنّ الصليب، وليقتلنّ الخنزير، وليضعنّ الجزية، وليتركنّ القلاص[275] فلا يسعى عليها، ولتذهبنّ الشحناء والتباغض والتحاسد، وليدعونّ إلى المال فلا يقبله أحد، وهذا هو المحفوظ».[276]