يحيى أحبّ إلينا».[335] 257 ـ هلال بن خبّاب، قال: سألت بنو إسرائيل عيسى (عليه السلام) فقالوا: يا روح الله وكلمته، إنّ سام بن نوح دفن هاهنا قريباً، فادع الله أن يبعثه. قال: فهتف نبي الله، فلم ير شيئاً، فقال: «أتتعنتوني»؟ فقالوا: ما نتعنتك، لقد دفن هاهنا قريباً. فهتف نبي الله، فخرج أشمط[336]، قالوا: يا نبي الله، إنّه مات وهو شابٌّ، فما هذا البياض؟ فسأله، فقال: ظننت أنّها الصيحة، ففزعت. قالوا: دعه يكن فينا، قال: «كيف يكون فيكم وقد نفد رزقه»؟![337] 258 ـ ابن عبّاس: إنّ أوّل ما أحيى عيسى بن مريم وبعث لبني إسرائيل من الموتى حين قال لهم: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الاَْكْمَهَ وَالاَْبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) فتعاظم ذلك عند الكفّار والمنافقين، فأنكروه، وازداد المؤمنون بذلك إيماناً، فكانت اليهود تجتمع إليه في ذلك، ويستهزئون به، ويقولون له: يا عيسى، ما أكل فلان البارحة، وما ادّخر في بيته لغد؟ فيخبرهم، فيسخرون منه، حتّى طال ذلك به وبهم.[338] 259 ـ ابن عبّاس، قال: كان عيسى ليس له قرار ولا موضع يعرف، إنّما هو سائح في الأرض، فمرّ ذات يوم بامرأة قاعدة عند قبر، وهي تبكي، فقال لها: «ما لك أيّتها المرأة». فقالت: ماتت ابنة لي لم يكن لي ولد غيرها، وإنّي عاهدت ربّي أن لا أبرح من موضعي هذا حتّى أذوق ما ذاقت من الموت، ولا أبرح موضعي، أو يبعثها الله لي، فانظر إليها أو أُحشر معها من موضعي، أو يحييها الله لي، فانظر إليها. فقال عيسى: