الخلق في ثلاثة مواطن: يوم يلد فيخرج من بطن أُمّه فيرى الدنيا، ويوم يموت فيُعاين الآخرة وأهلها، ويوم يُبعث فيرى أحكاماً لم يرَها في دار الدنيا. وقد سلّم الله على يحيى (عليه السلام) في هذه الثلاثة المواطن وآمن روعته، فقال: (وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ يَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا)[301] وقد سلّم عيسى بن مريم على نفسه في هذه الثلاثة المواطن، فقال: (وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا)[302]».[303] 227 ـ النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) في حديث قال: «ثمّ يخرج رجلٌ في موكب حوله الملائكة قد صفّت أجنحتها، والنور أمامهم، فيمدّ إليه أهل الجنة أعناقهم، فيقولون: مَن هذا الذي قد أُذن له على الله؟ فتقول الملائكة: هذا روح الله وكلمته، هذا عيسى بن مريم».[304] 228 ـ سماعة، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: سألته عن شفاعة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم القيامة. فقال: «يُلجم الناس يوم القيامة العرق، فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا عند ربّنا. فيأتون آدم، فيقولون: يا آدم، اشفع لنا عند ربّك. فيقول: إنّ لي ذنباً وخطيئةً، فعليكم بنوح. فيأتون نوحاً، فيردّهم إلى مَن يليه، ويردّهم كلّ نبيٍّ إلى مَن يليه، حتّى ينتهوا إلى عيسى، فيقول: عليكم بمحمّد رسول الله. فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه. فيقول: انطلقوا. فينطلق بهم إلى باب الجنة، ويستقبل باب الرحمة، ويخرّ ساجداً، فيمكث ما شاء الله، فيقول الله: ارفع رأسك واشفع تُشفع، واسأل تُعط. وذلك هو قوله: (عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا)»[305]. 229 ـ أبو الحسن موسى (عليه السلام)، قال: «...إذا كان يوم القيامة كان على عرش الرحمان أربعةٌ من الأولين