فكم بين أهلك وبين الماء؟ قالت: مسيرة يوم وليلة. قلنا: انطلقي إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) . قالت: ومن رسول الله؟ فلم نملكها من أمرها شيئاً[2049]، حتَّى انطلقنا بها، فاستقبلنا بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فسألها، فأخبرته مثل الذي أخبرتنا، وأخبرته أنَّها موتمة[2050]، لها صبيان أيتام، فأمر براويتها[2051]، فأنيخت، فمجّ في العزلاوين العلياوين[2052]، ثمَّ بعث براويتها، فشربنا، ونحن أربعون رجلاً عطاش حتَّى روينا، وملأنا كلَّ قربة معنا وإداوة، وغسلنا صاحبنا، غير أنَّا لم نسق بعيراً، وهي تكاد تنضرج[2053].من الماء (يعني المزادتين) ثمَّ قال: «هاتوا ما كان عندكم»، فجمعنا لها من كسر[2054] وتمرة وصرَّ لها صرَّة[2055]، فقال لها: «اذهبي، فأطعمي هذا عيالك، واعلمي أنَّا لم نرزأ[2056] من مائك»، فلمَّا أتت أهلها، قالت: لقد لقيت أسحر البشر، أو إنَّه لنبيٌّ كما زعم، كان من أمره ذيت وذيت[2057]، فهدى الله ذاك الصرم[2058] بتلك المرأة، فأسلمت وأسلموا[2059]. عن طريق الإماميّة: 3497 ـ الثمالي، عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «أربع من كنَّ فيه بنى الله له بيتاً في الجنَّة: