بالله مستجيرون، واظلموا فإنّا إلى الله متظلّمون(وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون)([491]) قال: فعدل لوقته ! وهذه الواقعة مردود عليها: أولا: أنّ ظهور الدولة الطولونية التي أولها أحمد بن طولون([492]) كان في سنة أربع وخمسين ومائتين كما في تاريخ الاسحاقي، وسنة خمسين ومائتين على ما في تاريخ القرماني([493])، ووفاة السيّدة نفيسة كانت في رمضان سنة ثمان ومائتين باتّفاق، ويُعلم ذلك بمراجعة كتب التواريخ. ثانياً: أنّ السيّدة نفيسة رضي الله عنها كريمة الدارين سيّدة طاهرة نقية، بحيث لا يتوهّم غبي غافل فضلا عن فطن عاقل، أنّها تذهب إلى أحمد بن طولون، وتقف بالطريق تنتظره ليمرّ بها([494]). ولكن يمكن أن تغيّر الأسماء والظروف، ونردّها إلى شكوى بعض الناس من حاكم في عهد السيّدة نفيسة، فاستدعته إلى دارها، وأوضحت له طريق الحقّ والعدل، فعاد إلى السير في الخطّ المحمدي، وذلك نظراً إلى أنّ مجلس السيّدة نفيسة كان يفد عليه العلماء وراغبو العلم، ولابدّ أيضاً أن تثور قضايا الحياة في المجلس النفسي، ولابدّ أن