جدّ السيّدة نفيسة زعيم أهل البيت (عليهم السلام) من مكّة إلى المدينة: ونشأت السيّدة(رضي الله عنه) نشأةً نبويةً، فإنّها بعد أن درجت بمكّة تحوطها العزّة والكرامة، استصحبها أبو ها وقد أوفت الخامسة من عمرها إلى المدينة المنوّرة، وعاشت معه بداءةً، وأخذ يلقّنها ما تحتاج إليه من أُمور دينها ودنياها، وكانت تذهب إلى المسجد النبوي تسمع من شيوخه، وتتلقّى الحديث والفقه من علمائه، وعاشت في مدرسة أبيها المحمدية تسمع منه تاريخ دينها وتاريخ أُسرتها. ومن بين الذين التقت بهم السيّدة نفيسة في المدينة الإمام مالك الذي كان حديث الفقهاء والمسلمين جميعاً بكتابه «الموطّأ» وفقهه الذي انتشر في كلّ الأمصار، ووجدت السيدة كريمة الدارين في هذه الأجواء الرائعة مبتغاها، وقرأت «الموطّأ» وناقشت كلّ القضايا الدينية، وبدأت تزداد معرفةً كاملةً، والناس من حولها بما فيهم الإمام معجبون بهذه السيدة الطاهرة، يسمعون آراءها في كلّ ما يتدارسون من فقه وسيرة وحديث. إسحاق المؤتمن: وبلغت كريمة الدارين سنّ الزواج، فرغب فيها شباب آل البيت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من بني الحسن وبني الحسين رضي الله عنهم، كما تهافت على خطبتها الكثير من شباب أشراف قريش، لما عرفوه من خيرها وبرّها، ودينها وإيمانها، وصلاحها وتقواها، وما نشأت عليه من عبادة ربّها، وإقبالها على طلب العلم حتّى ضربت فيه بسهم وافر، إلى ماحباها به الله عزّوجلّ من حسن بارع وجمال رائع، وما امتازت به من سرى الأخلاق وكريم المناقب وحميد