ذلك لكانوا سادات الأُمم وهُداة الشعوب، ولكنّهم ناصبوهم العداء، وأخّروهم عن مراتبهم، وأزالوهم عن مكانتهم، فأُصيبت الأُمّة بالنكسات، وحفّت بها الخطوب والأخطار. وعن أبي ذر(رضي الله عنه): «اجعلوا أهل بيتي منكم مكان الرأس من الجسد، ومكان العينين من الرأس، ولا تهتدي الرأس إلاّ بالعينين»([278]). وصحّ أنّ بنت أبي لهب لمّا هاجرت إلى المدينة، قيل لها: لن تغني عنك هجرتك، أنت بنت حطب النار ! ! فذكرت ذلك للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فاشتدّ غضبه، ثم قال: «ما بال أقوام يؤذوني في بيتي وذوي رحمي، ألا من آذى نسبي وذوي رحمي فقد آذاني، ومن آذاني فقد آذى الله»([279]). أساس الإسلام حبّ أهل البيت: ممّا لا شكّ فيه أنّ المسلمين مسؤولون أمام الله عن مودّة أهل البيت، وعن حبّهم، ومن أظهر ألوان الحبّ: الأخذ بأقوالهم، والاقتداء بهم في جميع المجالات([280]).