مقدّمة المحقّق بسم الله الرحمان الرحيم الحمد لله ربّ العالمين، والصَّلاة والسّلام على جميع الأنبياء والمرسلين، لاسيّما سيّدهم وخاتمهم محمّد بن عبدالله، وعلى آله الطيّبين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. قال الله تعالى في القرآن الكريم: (قل لا أسألكم عليه أجراً إلاّ المودّة في القربى) وقال أيضاً: (إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهّركم تطهيراً). و روى الحاكم الحسكاني في كتابه[1] ذيل الآية: (36) من سورة النور والثعلبي[2]و أبو العبّاس ابن الحجام في تفسيره كما في البرهان[3] وابن مردويه كما في كشف الغمّة للإربلي[4] بأسانيد عن أبي برزة وأنس وبريدة: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قرأ هذه الآية (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبّح له فيها بالغدوّ والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصَّلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوماً تتقلّب فيه القلوب والأبصار) فقام رجل فقال: أيّ بيوت هذه يا رسول الله ؟ قال: «بيوت الأنبياء» قال: فقام إليه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا البيت ـ لبيت علي وفاطمة ـ منها ؟ قال: «نعم، من أفاضلها». ومن جملة ركائز الوحدة عند الأمّة الإسلامية ودعائمها هو حبّ أهل البيت والتودّد لهم،