المقدّمة ليس من شك في أن لأهل بيت محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) مكانة مرموقة ومقدسة في الذهنية الإسلامية للإنسان المسلم، وموقع مهم في الوجدان الإنساني برمته، لما اتصفوا بخصال محمودة، واشتملوا على رائعة قل نظيرها في بيت آخر غيرهم. علاوة على ذلك ما امتلكوه من صفة الامتداد والربانية والعمق والأصالة الحركية التي سمحت لهم بتجاوز جميع المواقع التي تدور في نطاق المسلمين العلمية والعملية معا، حتى أضحوا ترجمان مقدسا لكل تطلعات الذين اعتنقوا هذا الدين الحنيف، وغيرهم من المحرومين الذين يقطنون سطح الكرة الأرضية. ولهذا السبب احتل هذا البيت الشريف المكانة المقدسة في قلوب ملايين البشر من المسلمين، وجذبت محبة وعشق ملايين آخرين من غيرهم، سواء في عند الكبار والصغار، وعند العلماء والجلاء، وعند الأدباء وغيرهم. وقد احتفظت المكتبة الإسلامية بكتب جادة، خطتها يراع علماء بارزين، وفقهاء مشهورين، قد نالوا حظا من الاحترام والتبجيل بين عموم المسلمين، ترجموا فيها ما يختلج في قلوبهم من حب ومودة واحترام وتقديس لأفراد هذا البيت العتيق. ومن هذه الكتب الجادة: كتاب فضائل الصحابة للإمام احمد بن حنبل، الذي اشتمل على حشد هائل الفضائل المروية في حق الصحابة، ومن بين فصول هذا الكتاب، عقد الإمام فصلا كاملا تعرض فيه إلى فضائل أهل البيت. فرغم ما كان يعانيه هذا الإمام الفقيه من ضغوطات من السلطات السياسية آنذاك، إلاّ انه حشد وسط كتابه جملة عظيمة من الأخبار والروايات التي تروي فضائل زعيم أهل البيت الإمام علي بن أبي طالب، ثم أعقبها بفضائل الزهراء البتول