الله (صلى الله عليه وآله) بين مكّة والمدينة، فمررنا بواد، فقال: «أيّ واد هذا؟» قالوا: وادي الأزرق قال: «كأنّي أنظر إلى موسى (عليه السلام) ـ فذكر من طول شعره شيئاً لايحفظه داود ـ واضعاً إصبعيه في اُذنيه، له جؤار إلى الله بالتلبية، مارّاً بهذا الوادي»، قال: ثمَّ سرنا حتّى أتينا على ثنية. فقال: «أيّ ثنية هذه؟» قالوا: ثنية هرشى أو لفت، قال: «كأنّي أنظر إلى يونس (عليه السلام) على ناقة حمراء، عليه جُبّة صوف، وخطام ناقته خلبة، مارّاً بهذا الوادي ملبّياً» ([228]). وأخرجه البيهقي بسندين، وفيه: بعض التغيير باللفظ وبالمعنى يسير ([229]). 2 ـ (كنز العمّال): وحكى المتّقي الهندي عن عبد الرزّاق، عن عطاء قال: بلغنا أنّ موسى بن عمران (عليه السلام) طاف بين الصفا والمروة، وعليه جُبّة قطوانيّة وهو يقول: لبّيك اللّهُمّ لبّيك، فيجيبه ربّه: لبّيك يا موسى ([230]). 3 ـ (كنز العمّال): وحكى المتّقي الهندي أيضاً عن البيهقي قال: نزل جبرئيل (عليه السلام) على إبراهيم (عليه السلام)، فراغ به فصلّى بمِنى الظهر والمغرب والعشاء والصبح، ثمَّ غدا به من مِنى إلى عرفة، فصلّى به الصلاتين الظهر والعصر، ثمَّ وقف به حتّى غابت الشمس، ثمَّ دفع به حتّى أتى المزدلفة فنزل به فبات فصلّى الصبح كأعجل ما يصلّي أحد من المسلمين، ثمَّ وقف به كأبطأ ما يصلّى أحد من المسلمين، ثم أفاض به حتّى أتى الجمرة فرماها، ثمَّ ذبح وحلَق، ثمَّ أتى البيت فطاف به، ثمَّ رجع به إلى مِنى فاقام فيها تلك الأيام، ثمَّ أوحى الله إلى محمد (صلى الله عليه وآله): أن اتّبع ملّة إبراهيم حنيفاً ([231]).