حامل فقه إلى غير فقيه، وربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه. ثلاث لا يغلّ عليهن قلب امرئ مسلم: إخلاص العمـل لله، والنصيحة لأئمّة المسلمين، واللزوم لجماعتهم، فإنّ دعوتهم محيطة من ورائهم، المسلمون إخوة تتكافئ دمائهم، ويسعى بذمّتهم أدناهم» ([824]). ورواه الكليني أيضاً عن حمّاد بن عثمان، عن أبان، عن ابن أبي يعفور، بمثله وزاد فيه: «وهم يد على من سواهم»، وذكر في حديثه: أنّه خطب في حجّة الوداع بمنى في مسجد الخيف ([825]). وروى ابن شعبة الحرّاني في (التحف) قال: وقام صلّى الله عليه وآله في مسجد الخيف فقال: «نضّر الله عبداً سمع مقالتي فوعاها، وبلّغها من لم يسمعها، فربّ حامل فقـه إلى من هو أفقه منه، وربّ حامل فقه غير فقيه» ([826]). وروى الكليني بسنده عن محمد بن الحسن، عن بعض أصحابنا، عن علي بن الحكم، عن الحكم بن مسكين، عن رجل من قريش من أهل مكّة قال: قال سفيان الثوري: اذهب بنا إلى جعفر بن محمد ـ إلى أن قال: ـ فقال: أسألك بقرابتك من رسول الله (صلى الله عليه وآله) لمّا حدّثتني، قال: فنزل، فقال له سفيان: مرْ لي بدواة وقرطاس حتّى أثبته، فدعا به ثمّ قال: «اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم خطب رسول الله (صلى الله عليه وآله) في مسجد الخيف: نضّر الله عبداً سمع مقالتي...» الحديث ([827]). ما ورد عن طريق أهل السنّة: 1 ـ (المعجم الكبير): أخرج الطبراني قال: حدّثنا أحمد بن داود المكّي، حدّثنا محمد بن الصلت أبو يعلى التوزي، حدّثنا عيسى بن يونس وعبدة، عن محمد بن