11 ـ (صحيح البخاري): وأخرج البخاري قال: حدّثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدّثنا فضيل بن سليمان قال: حدّثني موسى بن عقبة قال: أخبرني كريب، عن عبد الله بن عباس ـ في حديث ـ قال: فطاف بالبيت ]يعني: رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد دخوله مكّة [وسعى بين الصفا والمروة، ولم يحلّ; من أجل بدنة لأنّه قلّدها، ثمَّ نزل بأعلى مكّة عند الحجون وهو مهلّ بالحجّ، ولم يقرُب الكعبة بعد طوافه بها حتّى رجع من عرفة، وأمر أصحابه: أن يطوفوا بالبيت وبين الصفا والمروة، ثمَّ يقصّروا من رؤوسهم، ثمَّ يحلّوا... الحديث ([599]). وهذا الحديث شاهد أيضاً: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) لم يفعل سوى الحجّ، وإنّما أمر أصحابه بطواف وسعي وتقصير. وأمّا الصنف الثالث: فهو ما روي عن بعض الصحابة، مثل: ما روي في قضية اختلاف عثمان وعلي (عليه السلام)، ومثل: ما روي من أقوال عمر. فأمّا القضية الأُولى، فمثل: ما أخرجه البخاري ولا دلالة فيه، كما سيأتي. وأمّا القضية الثانية، ففيها روايات كثيرة، ولكنّه رأيٌ لعمر نفسِهِ، قد يصيب وقد يخطئ، وسوف يأتي: أنّه اجتهاد في مقابل النصّ، والنصّ أولى بالاتّباع، والله العالم وهو الهادي إلى سواء السبيل. أمّا القضية الأُولى فهي: 12 ـ (صحيح البخاري): فقد أخرج البخاري قال: حدّثنا محمد بن بشّار، حدّثنا غُندر، حدّثنا شعبة، عن الحكم، عن علي بن حسين، عن مروان بن الحكم قال: شهدت عثمان وعليّاً (عليه السلام)، وعثمان ينهى عن المتعة وأن نجمع بينهما، فلمّا رأى علي (عليه السلام) أهلَّ بهما: لبّيك بعمرة وحجّة، قال: ما كنت لاِدع سُنّة النبي (صلى الله عليه وآله) لقول أحد([600]).