قالت: فكان من القوم من أهلّ بعمرة ومنهم من أهلّ بحجّ، فكنت أنا ممّن أهلّ بعمرة، قالت: فخرجنا حتّى قدمنا مكّة فأدركني يوم عرفة وأنا حائض، لم أحلّ من عمرتي، فشكوت ذلك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: «دعي عمرتك وانقضي رأسك وامتشطي وأهلّي بالحجّ»، قالت: ففعلت، فلمّا كانت ليلة الحصبة وقد قضى الله حجّنا، أرسل معي عبد الرحمان بن أبي بكر فأردفني وخرج إلى التنعيم، فأحللت بعمرة، فقضى الله حجّنا وعمرتنا، ولم يكن في ذلك هَدي ولا صدقة ولا صوم ([531]). وأخرج النسائي نحوه بسنده عن عائشة، وعن جابر ([532]). وأخرج أبو داود قضيّة عائشة بسنده عن موسى بن إسماعيل، عن حمّاد، عن عن عبد الرحمان بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة ([533]). وأخرج أبو دواد أيضاً هذا الحديث بأسانيد أُخرى، فراجع ([534]). 3 ـ (سنن البيهقي): وأخرج البيهقي قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عبدان، أنبأنا أحمد بن عبيد، حدّثنا هشام بن علي، حدّثنا عبد الله ابن رجاء، حدّثنا عبد العزيز، عن عبد الرحمان بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة قالت: خرجنا مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) ولا نذكر إلاّ الحج فلمّا جئنا سرف طمثتُ، قالت: فدخل عليَّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأنا أبكي، قال: ما يبكيك؟ قالت: فقلت: والله لوددت أن لا أحجّ العام، قال: «فلعلّك نفست؟» ([535]) قالت: قلت: نعم، قال: «إنّ هذا شيء كتبه الله على بنات آدم، فافعلي ما يفعل الحاجّ، غير أن لا تطوفي بالبيت حتّى تطهري»، فلمّا قدمنا مكّة قال النبي لأصحابه: «اجعلوها عمرة»، قالت: فحلّ الناس إلاّ من كان معه الهَدي، قالت: وكان