الناس يقولون: إنّه ليس لك حجّ، فلقيت ابن عمر فقلت: يا أبا عبد الرحمان، إنّي رجل أكري في هذه الأوجه، وإنّ اُناساً يقولون لي: إنّه ليس لك حجّ، فقال: ألست تُحرم، وتُلبّي، وتطوف بالبيت، وتفيض من عرفات، وترمي الجمار؟ قال: قلت: بلى، قال: فإنّ لك حجّاً، جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسأله عن مثل ما سألتني، فسكت عنه رسول الله (صلى الله عليه وآله) فلم يجبه حتّى نزلت هذه الآية: (لَيْس عليكُمْ جناحٌ أنْ تبتغوا فضلاً مِنْ ربّكم) ([453])، فأرسل إليه رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقرأ هذه الآية عليه وقال: «لك حجّ» ([454]). وأخرجه أبو داود عن مسدّد، بمثله ([455]). باب أنّ الشيخ الكبير ينيب رجلاً للحجّ عنه ما ورد عن طريق أهل البيت (عليهم السلام): 1 ـ (التهذيب): روى الشيخ الطوسي بسنده عن موسى بن القاسم، عن صفوان بن عمار، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: «إنّ علياً رأى شيخاً لم يحجّ قطّ ولم يطق الحجّ من كبره، فأمره أن يجهّز رجلاً فيحجّ عنه» ([456]). وروى الشيخ الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن جعفر ابن محمد الأشعري، عن عبد الله بن ميمون القداح، عن جعفر (عليه السلام)، عن أبيه (عليه السلام): «أنّ علياً صلوات الله عليه قال لرجل كبير لم يحجّ قطّ: إن شئت أن تجهّز رجلاً ثمّ ابعثه أن يحجّ عنك» ([457]).