بشر بن قدامة الضبابي قال: أبصرت عيناي حبيبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) واقفاً بعرفات مع الناس على ناقة له حمراء قصواء، تحته قطيفة بولانية، وهو يقول: «اللّهُمّ اجعلها حجّةً غير رئاء ولا هباء ولا سمعة...» الحديث ([327]). وأخرج ابن ماجة نحوه بتغيير في وصف الرحل والقطيفة ([328]). 3 ـ (سنن ابن ماجة): وأخرج ابن ماجة أيضاً قال: حدّثنا عبد الرحمان ابن إبراهيم الدمشقي، حدّثنا الوليد بن مسلم وعمر بن عبد الواحد قالا: حدّثنا الأوزاعي، عن أيّوب بن موسى، عن عبد الله بن عبيد بن عمير، عن ثابت البنّاني، عن أنس بن مالك قال: إنّي عند ثفنات ناقة رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الشجرة، فلمّا استوت به قائمة قال: «لبّيك بعمرة وحجّة معاً». وذلك في حجّة الوداع ([329]). تنبيـه: فإنْ قلت: وكيف يستحبّ الحجّ ماشياً وقد حجّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) راكباً؟ ولو كان المستحبّ هو الحجّ راكباً فكيف حجّ الحسن (عليه السلام) ماشياً؟ قلت: المستفاد من الجمع بين الروايات هو استحباب الحجّ ماشياً مع اجتماع شرائط، منها: (1) عدم أدائه إلى الضعف عن العبادة، كما هو الحال في كبير السن. (2) أن لا يكون الداعي إلى الحجّ ماشياً هو تقليل النفقة، بل يكون الداعي: هو مجرّد التعبّد والتخضّع لله. ويدلّ على ما ذكرنا اُمور: منها: صحّة النذر والحلف على المشي، ولو لم يكن محبوباً أو غير مرجوح لم