الشيخ علي يوسف محرّر صحيفة المؤيّد، وحزب الأُمّة. وقد مال العقّاد إلى الحزب الأخير الذي كان يدعو إلى الاستقلال المصري الخالص، وأراد أن يسهم في ( الجريدة ) لسان حال ذلك الحزب، إلاّ أنّه لم يجد في أُسرتها من يستطيع التعاون معهم على الطريقة التي يريدها، وانحاز إلى جريدة الدستور لصاحبها محمّد فريد وجدي، وراح يقوم بالتحرير فيها إلى توقّفت عن الصدور، فعاد إلى بلدته وقد اشتدّ به الإعياء، وبعد عامين من القلق والضيقة عاد إلى القاهرة وراح يكتب لمجلّة البيان التي كان يصدرها عبد الرحمان البرقوقي، وهناك جمعه الحظّ بإبراهيم عبد القادر المازني وعبد الرحمان شكري. ومن سنة 1912 م إلى سنة 1914 م راح يكتب فصولا نقدية في مجلّة عكاظ، وظهرت فيه ميول إلى آراء كارليل ونيتشه التي دغدغت فيه نزعته الفطرية إلى العزّة والأنفة والكرامة. وعندما نشبت الحرب العالميّة الأُولى اتّجه العقّاد إلى التدريس في المدارس الحرّة، ولمّا وضعت الحرب أوزارها عاد إلى الصحافة، فحرّر في الأهرام وفي غيرها من الصحف والمجلاّت كالجهاد والبلاغ والكتلة والأساس وروز اليوسف. وكان العقّاد يسير في طريق الشهرة وكانت كتاباته وآراؤه تنتشر انتشار النور، إلى أن انضمّ إلى حزب الوفد واكتسب تقدير سعد زغلول، وحافظ أبداً على استقلاله الشخصي في الرأي، ولكن الصراعات الداخليّة بين الأحزاب جاءت بإسماعيل صدقي رئيساً للوزارة المصريّة، فألغى الدستور، وأمر باعتقال العقّاد، فحكم عليه بالسجن تسعة أشهر. ولكنّ